الرحمۃ الواسعۃ فی حل البلاغۃ الواضحۃ |
لرحمة ا |
۵ حَالُ الدُّنْیَا فِی سُرْعَةِ تَقْضِیْھهَا وَانْقِرَاضِ نَعِیْمِھهَا بَعْدَ الْإِقْبَالِ حَالُ النَّبَاتِ فِی جَفَافِہهِ وَذَهَھابِہهِ حُطَامًا بَعْدَ مَاالْتَفَّ وَتَکَاثَفَ وَزَیَّنَ الْأَرْضَ بِخُضْرَتِہهِ صُوْرَةُۃ شَیْیٍٔ مُبْهِھجٍ یَبْعَثُ الْأَمَلَ فِی النُّفُوْسِ فِی أَوَّلِ أَمْرِهِ ثُمَّ لَایَلْبَثُ أَنْ یَظْھهَرَ فِی حَالٍ تَدْعُوْ إِلٰی الْیَأسِ وَالْقُنُوْطِ ۶ (الف) حَالُ الرَّجُلِ الصَّالِحِ قَبْلَ أَنْ یُصَاحِبَ فَاسِدًا وَبَعْدَ أَنْ یُصَاحِبَہهُ حَالُ مِیَاهِ الْأَمْطَارِ قَبْلَ اخْتِلَاطِھها بِمَاءِ الْبَحْرِ وَبَعْدَهُ صُوْرَةُۃ شَيْٴ طَیِّبٍ یَحْتَفِظُ بِمَزَایَاهُ الطَّیِّبَةِ مَادَامَ بَعِیْدًا عَنْ عَنَاصِرِ الْفَسَادِ، وَیَفْقِدُ هھٰذِهٖ الْمَزَایَا مَتَی اخْتَلَطَ بِعُنْصُرٍ خَبِیْثٍ (ب) حَالُ مَنْ یَصْنَعُ الْمَعْرُوْفَ لْعَاجِلَ الْجَزَاءِ حَالُ مَنْ یُّلْقِي الْحَبَّ لِلطَّیْرِ لِیَصِیْدَهَھا فُعْلُ شَیْیٍٔ ظَاهِھرُهُ الرِّفْقُ وَبَاطِنُہهُ الأَثْرَةُۃ وَحُبُّ الذَّاتِ ۷ حَالُ امْتِزَاجِ نَفْسِ الشَّاعِرِبِنَفْسِ مَمْدُوْحِهٖ حَالُ امْتِزَاجِ الْمَاءِ وَالرَّاحِ اَلصُّوْرَةُۃ الْحَاصِلَةُ مَنِ امْتِزَاجِ شَیْئَیْنِ مُتَوَافِقِیْنَ ۸ حَالُ الشَّاعِرِ یُثِیْرُ نَغَمُ الْمُغَنِّیَةِ بِالْفَارِسِیَّةِ فِیْ نَفْسِہهٖ کَامِنَ الشُّوْقِ وَهُھوَ لَایَفْهَھمُ لُغَتَهَھا حَالُ الْأَعْمٰی یَهْھوَی الْغَانِیَاتِ وَهُھوَ لَایَرَی شَیْئًا مِنْ حُسْنِهِنَّ صُوْرَةُۃ قَلْبٍ یَتَأَثَّرُ وَیَنْفَعِلُ بِأَشْیَاءَ لَا یُدْرِکُهَھا کُلَّ الْاِدْرَاكِ ۹ حَالُ الشَّاعِرِ مَعَ صَدِیْقِہهٖ الْعَاقِّ یَدْعُوْهُ الْوَفَاءُ إِلَی الْإِبْقَاءِ عَلٰی مَوَدَّتِہهٖ وَیَدْعُوْهُ مَایَرَاهُ فِیْہهِ مِنَ الْعُقُوْقِ إِلیٰ قَطْعِہهٖ، وَهُوَ بَیْنَ الْأَمْرَیْنِ حَائِرٌ، وَلٰکِنَّہهُ یُصْغِیْ أَخِیْرًا إِلٰی دَاعِی الْوَفَاءِ حَالُ عَطْشَانٍ رَأی ماءً تَحُوْلُ بَیْنَہهُ وَبَیْنَ الشُّرْبِ مِنْہهُ هُھوَّةٌۃ یَخْشٰی مِنْهَھا الْھهَلَاكِ عَلٰی نَفْسِہهٖ لَوْ دَنَا مِنْہهُ، فَوَقَفَ حَائِرًا وَلٰکِنَّہهُ لَایَسْتَطِیْعُ الْاِنْصِرَافَ عَنِ الْمَاءِ صُوْرَةُۃ مَنْ یُرِیْدُ شَیْئًا فَتَحُوْلُ الْعَقَبَاتُ دُوْنَہهُ، فَتُدْرِکُہهُ الْحَیْرَةُۃ، وَلٰکِنَّہهُ لَایَیْئَسُ