المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصلٌ في المُركَّبات المُرَكَّبَة: قَضِیَّة رُكِّبَتْ حَقِیْقَتهَا مِنْ إِیْجَاب وَسَلْب؛ وَالاعْتِبَار فِيْ تَسْمِیَتِهَا(١)-مُوْجِبَة أوْ سَالِبَة-لِلْجُزْء الْأوَّل؛ فَإِنْ كَانَ الْجُزْء الْأوَّل مُوْجِبا كَقَوْلِكَ: ’’بِالضَّرُوْرَة كُلُّ كَاتِب مُتَحَرِّك الأصَابِع مَادَام كَاتِبا لاَ دَائِما‘‘ سُمِّیَت ’’مُوْجِبَة‘‘؛ وَإِنْ كَانَ الْجُزْء الأوَّل سَالِبا، كَقَوْلِنَا:’’بِالضَّرُوْرَةلاَشَيْء مِنَ الْكَاتِب بِسَاكِن الْأصَابِع مَادَام كَاتِبا لاَ دَائِما‘‘ سُمِّیَت ’’سَالِبَة‘‘. وَمِنَ المُرَكَّبَات: المَشْرُوْطَة الْخَاصَّة، وَهِيَ: الْمَشْرُوْطَة الْعَامَّة مَعَ قَیْدِ اللاَّدَوَام بِحَسَبِ الذَّات(٢)، وَمَرَّ مِثَالهَا(٣) إِیْجَابا وَسَلْبا. فَصلٌ في الموجهات المركبة (١) قَولهٗ: (والاعتبار في تسمیتها إلخ) هٰذا جواب إیراد، وهو: أن حقیقة القضیة المركبة ملتئمة من الإیجاب والسلب، فكیف تكون موجبة أو سالبة؟.(المرآت) (٢) قَولهٗ: (اللادوام بحسب الذات إلخ) إنما قید اللادوام بحسب الذات؛ لأن المشروطة العامة هي الضرورة بحسب الوصف، والضرورة بحسب الوصف دوام بحسبه، والدوام بحسب الوصف ممتنع أن یقید باللادوام بحسب الوصف، فلابد من أن یقید باللادوام بحسب الذات حتّٰی تكون النسبة فیها ضروریة أو دائمة في جمیع أوقات وصف الموضوع، لادائمة في بعض أوقات ذات الموضوع. فافهم كذا في العرفیة الخاصة.(المرآت)بزیادة یسیر (٣) قَولهٗ: (ومر مثالها إلخ) وهي: ’’إن كانت موجبة كقولنا: بالضرورة كل كاتب متحرك الأصابع ما دام كاتباً لادائماً‘‘، فتركیبهما من موجبة مشروطة عامة وسالبة مطلقة عامة، أما المشروطة العامة الموجبة فهي الجزء الأول من القضیة، وأما السالبة المطلقة العامة فهي الجزء الثاني من القضیة، أي قولنا: ’’لاشيء من الكاتب بمتحرك الأصابع بالفعل‘‘، فهو مفهوم اللادوام؛ لأن إیجاب المحمول للموضوع إذا لم یكن دائماً كان معناه: أن الإیجاب لیس متحققا في جمیع الأوقات، وإذا لم یتحقق الإیجاب في جمیع الأوقات یتحقق السلب في الجملة، وهي معنی السالبة المطلقة العامة. وإن كانت سالبة فهي كقولنا: بالضرورة لاشيء من الكاتب بساكن الأصابع ما دام كاتبا لادائماً، فتركیبهما من مشروطة عامة سالبة وموجبة مطلقة عامة. فافهم.(المرآت)