المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
الْعُلُوْم، لاَسِیَّمَا لِلْعُلُوْم الْحِكْمِیَّة.فائِدةٌ اِعْلَمْ! أنَّ أرَسْطَاطَالِیْسَ(١)الْحَكِیْم دَوَّن هٰذَا الْعِلْم بِأمْرِ الإسْكَنْدَر الرُّوْمِيِّ، وَلِهٰذَا یُلَقَّبُ بِـ’’الْمُعَلِّم الْأوَّل‘‘؛ وَالْفَارَابِيّ(٢)هَذَّبَ هٰذَا الْفَنَّ، وَهُوَ الْمُعَلِّم الثَّانِيْ؛ وَبَعْدَ إِضَاعَة كُتُب الْفَارَابِيِّ فَصَّلَه الشَّیْخ أبُوْعَلِيِّ بْنُ سِیْنَا(٣). (١) قَولهٗ: (ارسطاطالیس) وبالتخفیف یقال ارسطو، وهو المعلم الأول، ولد هٰذا الحكیم الشهیر بقریة ’’طاجیرا‘‘ من بلاد مقدونیا قبل المیلاد بنحو ۳۸۴ه، وكان طبیباً مصاحباً لملك مقدونیا؛ ومات وسنه ۶۲ سنة تقریباً، ولولا كتب أرسطو ما انتقلت الفلسفة من مكان إلی اٰخر، ومن أمته إلیٰ غیرها.(المرآت)بحذف (٢) قَولهٗ: (الفارابي) هو أبو نصر محمد بن طرخان، فارسي الأصل، وكان محباً للعزلة، لایوجد إلا عند المیاه الجاریة والأشجار الملتفة؛ ولما كان أكثر -ممن سبقه من الفلاسفة الإسلامین- إیضاحاً وشرحاً لكلام أفلاطون وأرسطو وأقدرهم علی فهم أغراضها، لقب بـ’’المعلم الثاني‘‘، توفي ۰۳۳۹ه وعمره یناهز الثمانین سنةً.(المرآت)بحذف (٣) قَولهٗ: (ابن سینا) هو الشیخ الرئیس أبو علي الحسین بن عبد الله بن سینا البخاري، هو الطبیب الشهیر، طویل الباع في العلوم الفلسفیة؛ لما بلغ عمره عشرة سنة أجاد القرآن حفظا، وحفظ أشیاء كثیرة من الأدب، وكان یكثر من مطالعة كتبه وكتب الهندسة والطب، وكان في زمنه للأمیر منصور بن نوح دار كتبه فطلب منه أن یدخل ویطلع علیها، فأذن له في ذٰلك، فوجد لكل علم في تلك الدار بیتاً خاصاً، فاطلع علی فهارس الكتب، وطلب ما احتاجه منها ورآی من بینها كتباً كثیرة لم یقف أحدٌ علیٰ أسماء ها، فضلاً عما اشتملت علیه من الفوائد، وظفر بما فیها من الدقائق، وتم له ذٰلك وهو ابن ثمانیة عشر سنة. وكان یقول: إني كنت مكبا علی حل العویص من المسائل، فكل مسئلة لم أظفر فیها بالحد الأوسط أصلّي ركعتین للّٰه وابتهل إلیه حتَّی یفیض علیّ العرفان، وما أعیاني من العلوم الفلسفیة سوی العلم الإلٰهي إلی أن قرأت كتاب أبي نصر الفارابي فأوضح لي المحجة غایة الإیضاح، ووقفت منه علی أغراض ذٰلك العلم، مرض بالقُوْلَنْج وأهمل أمر الحیطة من هٰذا المرض فمات ۰۴۲۸ه، ومؤلفاته كثیرة جداًّ.(المرآت)