المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصْلٌ في القِیاس(١) وَهُوَ قَوْل(٢)مُؤَلَّف(٣)مِنْ قَضَایَا(٤) یَلْزَم(٥)عَنْهَا قَوْل آخَرُ بَعْدَ تَسْلِیْم فُصولٌ في صورة القیاس (١) قولهٗ: (في القیاس) اعلم! أن القِیَاس الذي تتكوَّن منه الأدلة والبراهین هو المقصد الأساس من قسم التصدیقات، وأما مبادئه ومقدماته فهي: القضایا وما یتصل من أحكام، مثل: أنواع القضایا، والتناقض والعكس، والكم، والكیف، والحدود والأشكال، وما ینتج ومالاینتج؛ فهٰذه كلها مبادئ أو مقدمات لابد لنَصِل في النهایة إلی ما یهدف إلیه المنطقیون من مقاصد التصدیقات وهو القِیَاس والحجة؛ فالقضایا هي المدخل إلیٰ قسم التصدیقات. (المنطق القدیم) محمد إلیاس (٢) قوله: (قول) ’’القول‘‘ عند المناطقة أعم من أن یكون ملفوظاًَ به أو غیر ملفوظ بأن دار في نفسك ولم تتلفظ به، فهٰذا القول المعقول قول عندهم؛ بل إن المناطقة یعتبرون: أن الأصل في القضایا المنطقیة هي القضایا المعقولة، وأما القضایا الملفوظة فهي فرع عنها. (المنطق القدیم) ملخصا (٣) قَولهٗ: (هو قول مؤلف إلخ) اعلم! أن الـ’’قول‘‘ یطلق بالاشتراك علی الملفوظ وعلی المفهوم العقلي، كما أن الـ’’قِیَاس‘‘ یطلق -بالاشتراك والتشابه- علی القِیَاس المسموع والقِیَاس المعقول؛ فـ’’الملفوظ‘‘ جنس للقِیَاس المسموع، و’’المفهوم العقلي‘‘ جنس للمعقول. (المرآت) بحذف (٤) قَولهٗ: (من قضایا إلخ) والمراد من جمع -في قوله: قضایا- ما فوق الواحد؛ لأن في القیاس لاتجب أن تكون القضایا ثلاثة؛ بل ربما یكون اثنین؛ ولما كان القیاس مركبا من اثنین فیسمی ’’قیاساً موصول النتائج‘‘، نحو: محمد مجتهد، وكل مجتهد ناجح؛ فمحمد ناجح؛ ولما كان مركبا من ثلاث أو أكثر یسمی ’’قیاساً مركبا مفصول النتائج‘‘، نحو: محمد مجتهد، وكل مجتهد ناجح، وكل ناجح محبوب؛ فمحمد محبوب.(المنطق القدیم) (٥) قَولهٗ: (یلزم إلخ) ینبغي أن یراد باللزوم في قَوله: ’’یلزم‘‘ اللزوم الذاتي، كما هو مصرح في التعریف المشهور هنا ’’قول مؤلف من أقوال متٰی سلمت لزم عنها لذاتها قول آخر‘‘؛، فیخرج ما یستلزم قولا آخر لالذاته بل بواسطة مقدمة أجنبیة؛ كما في قِیَاس المساوات، وهو: مایتركب من قضیتین متعلَّق محمول الصغریٰ یكون موضوعاً في الكبریٰ، كقولنا: ’’أٓ مساوٍ لِـبٓ . وبٓ مساوٍ لِـجٓ‘‘، فهما یستلزمان أن ’’أٓ مساوٍ لِـجٓ‘‘؛ لٰكن لا لذاته بل بواسطة أن ’’مساوي المساوي مساوٍ‘‘، حتّٰی لو لم یتحقق لم ینتج شیئاً.(المرآت)بحذف اعلم: أن قیاس المساواة قد یكون صادقا وقد یكون كاذباً؛ لأن مبناه علیٰ مقدمة أجنبیة، وتلك المقدمة قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة أخریٰ، فمثال الصادقة: محمد مساوٍ لعمرو، وعمرو