المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصْلٌ(١) الْمَفْهُوْم(٢): أيْ مَا حَصَلَ فِي الذِّهْن، قِسْمَان: أحَدهُمَا: جُزْئِيّ؛ وَالثَّانِيْ: كُلِّيّ(٣). أمَّا الْجُزْئِي، فَهُوَ: مَایَمْنَعُ نَفْس تَصَوُّره(٤)عَنْ صِدْقِه عَلیٰ كَثِیْرِیْن، فُصولٌ في الكُلِّي والجُزئيّ (١) قَولهٗ: (فصل المفهوم) هٰذا أوَانُ الشُّرُوْعِ مِنَ المَقصود، وَهُوَ المَسَائِل التصوریَّة؛ وَلَمَّا كان له المبادي -وهي المباحِثُ الكلیة- ومَقاصدُ -وهي مَبَاحِث المعرِّفات، وكان الواجبُ تقدیمَ المَبَادِي علی المقاصِدِ، قَدَّمها علیها فقال: ’’فَصْلٌ المَفْهُوْمُ‘‘ إلخ. (شیخ الإسلام) إلیاس (٢) قَولهٗ: (المفهوم) أي: ما من شأنه أن یحصل في الذهن سواء كان حاصلاً بالفعل أولا. واعْلمْ أنَّ مایُستَفاد مِن اللَّفْظ باعتِبار أنَّه فُهِم منْه یُسَمّٰی ’’مَفهوْماً‘‘، وباعتِبَار أنَّه قُصِد منه یُسمّٰی ’’مَعنیً ومَقصُوْدا‘‘، وباعتِبار أنَّ اللفظ دالٌّ علیْه یُسَمّٰی ’’مَدلُوْلاً‘‘. واعلم أیضا! أن الكلیة والجزئیة بالذات إنما هي صفة للمعنی دون اللفظ؛ لٰكن یتصف بهما اللفظ تبعاً -تسمیة الدال باسم المدلول-، كما أن الإفراد والتركیب صفتان للألفاظ دون المعاني؛ لٰكن یتصف بهما المعاني تبعاً، تسمیة المدلول باسم الدال.(المرآت) (٣) قَولهٗ: (كلي) وجه التسمیة بالكلي والجزئي: أن الكلي -أي الحیوان مثلا- جزء للجزئي -أي الإنسان مثلا- غالباً كالحیوان؛ فإنه جزء لكل واحد من أفراده، فیكون الجزئي -أي الإنسان- كلًّا، والكلي -أي الحیوان- جزء للجزئي؛ فالكلي -أي الحیوان- لما كان منسوباً إلی الكل -أي: الجزئي- سمي كلیاً؛ لأن المنسوب إلی الكل كلي، وكذا المنسوب إلی الجزء -یعني الكلي- جزئي. فاحفظ! (المرآت)بزیادة الملحوظة: الفرق بین الكل والكلي: أن الكلي یجوز حمله علیٰ أفراده وجزئیاته حمل مواطأة، ویجوز أیضاً تقسیمه إلیها بأداة التقسیم كالحیوان -مثلاً- فیصح أن یقال: الإنسان حیوان، والفرس حیوان؛ ویقال: الحیوان إما إنسان وإما فرس أو غیرهما. وأما الكل فلایجوز حمله علیٰ أجزائه حمل مواطأة، ولایجوز تقسیمه إلیها بأداة التقسیم مثل الشجرة، فلایصح أن یقال: الجذع شجرة أو الأغصان شجرة، ولایقال أیضاً: الشجرة إما جذع وإما أغصان؛ وإنما یقال: الشجرة ذات جذع وذات أغصان بحمل الاشتقاق.محمد إلیاس (٤) قَولهٗ: (نفس تصَوُّره) إنما قیّد بـ’’نفس التصَوُّر‘‘ لئلا یدخل في الجزئي الكلیات التي