المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
مُقَدِّمَةٌ (١) اعْلَمْ! أنَّ العِلْم(٢) یُطْلَق عَلٰی مَعَان: أحَدهَا(٣): حُصُوْل صُوْرَة الشَّيْء فِي الْعَقْل، ثَانِیْهَا: الصُّوْرَة الْحَاصِلَة مِنَ الشَّيْءِ عِنْدَ الْعَقْل، ثَالِثُهَا: الْحَاضِر عِنْدَ الْمُدْرِك، رَابِعُهَا: قَبُولُ النَّفْس لِتِلْكَ الصُّوْرَة، خامِسُها: الإضَافَة الحَاصِلة بَینَ العَالِم والمَعْلوم. (١) قَولهٗ: (مقدمة) أي: هٰذه مقدمة، مِنْ ’’قدَّم‘‘ بمعنیٰ ’’تقَدَّم‘‘ وهي مأخوذة من مقدَّمة الجَیش للجماعة المتقدمة منها، فكما تكون مقدمة الجیش أمام العسكر كذٰلك المقدمة تكون في المفتح. وهي نوعان: مقدمة العلم، وهي: ما یتوقف علیه مسائله، كمعرفة حده وغایته وموضوعه لیكون الشارع علیٰ بصیرة؛ ومقدمة الكتاب: وهي: طائفة من كلام قدمت أمام المقصود، لارتباطها بالمقصود ونفعها فیه.(المرآت) ولیطلب الفرق بین مقدمتَي الكتاب والعلم، ومثالهما في تعلیقتنا علیٰ شرح التهذیب. محمد إلیاس الملحوظة: أن التاء في ’’المقدمة‘‘ إما للنقل من الوصفیة إلی الاسمیة، كما في تسمیة المدرسة وسورة الفاتحة بـ’’الفاتحة‘‘؛ أو لاعتبار موصوفها مؤنثا أي: الأمور المقدمة.(ضیاء النجوم)بزیادة (٢) قَولهٗ: (العلم) واعلم! أنهٗ اختلف الحكماء والمتكلمون في بداهة العلم وخفاء ه، فاختار بعض أنهٗ ظاهر لایحتاج إلی التعریف، وقال الآخرون: هو خفي؛ فمنهم من قال: إنهٗ ممكن الحصول، وشرذمة قلیلة قائلون بكونه ممتنع الحصول؛ والذین قالوا هو ممكن الحصول، فبعضهم ذهب إلیٰ أنهٗ متعسر الحصول، وبعضهم إلیٰ أنهٗ سهل الحصول؛ فالقائلون بتعسر حصوله اختلفوا في تعریفه، كما سیجيء في المتن. إحسان علي (محمد إلیاس) (٣) قَولهٗ: (أحدها إلخ) واعلم! أنه إذا تصورنا أشیاء فهناك أمور: حصول صورة هٰذا الشيء، والصورة الحاصلة من الشيء في الذهن، وإدراك النفس؛ فقال بعض الحكماء: ’’العلم‘‘ حصول صورة الشيء في العقل، وبعضهم: أنهٗ صورة حاصلة من الشيء عند العقل؛ لأن الحصول أمر انتزاعي، والعلم لیس كذٰلك؛ وقال بعضهم: إنهٗ متیٰ لم یتحصل الحضور لم ینكشف الشيء، فالعلم هو الحاضر