المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصْلٌ اَلتَّعْرِیْف قَدْ یَكُوْن حَقِیْقِیًّا - كَمَا ذَكَرْنَا-، وَقَدْ یَكُوْن لَفْظِیًّا(١)، وَهُوَ: مَا یُقْصَدُ بِهٖ تَفْسِیْر مَدْلُوْل اللَّفْظ، كَقَوْلهِمْ: سُعْدَانَة(٢)نَبْت، وَالْغَضَنْفَر الأسَد. وَهٰهُنَا قَدْ تَمَّ بَحْث التَّصَوُّرَات، أعْنِيْ: القَوْل الشَّارِح. (١) قولهٗ: (لفظیا) وهو: أن یقصد تفسیر مدلول الشيء بلفظ أشهر، بأن یكون اللفظ غیر مشهور واللفظ الآخر مشهورا، كتفسیر الغضنفر بالـ’’أسد‘‘. (٢) قَولهٗ: (سُعدانة إلخ) قال في القاموس: السعدانة: كَرْكَرْة البعیر، والسعدان: نبت من أفضل مراعي الإبل، وله شوك یشبه بحلمة الثدي.(المرآت) الفائدة المهمة المتعلقة بالتعریفات اعلم أن بحث التعریفات هي المقصد الأعلیٰ في مباحث التصورات، فحرصنا أن ننقلها تفصیلا لتطمئن بها قلوب الطالبین. فاعلم! أن للتعریف أنواعا كثیرة؛ لٰكنا نستطیع أن نحصره في نوعین اثنین: الأول: هو التعریف الحقیقي، وهو یعتمد علی بیان ماهیة الشئ المعرَّف، سواء ببیان ذاتیاته، أو بیان أعراضه وخواصه؛ وهذا النوع هو المعتبر في علم المنطق. الثاني: هو مانستطیع أن نسمیه تعریف المعیَّن، أو التعریف الخاص؛ وهذا النوع من التعریف یدخل تحته أربع صُوَر: [۱] التعریف بالإشارة: وذٰلك كأن یسألك أحد الأشخاص عن الطائرة فتشیر إلیها، وهي تمر فوقكما سابحة في الفضاء قائلا: ’’هٰذه هي‘‘. [۲] التعریف بالمثال: وذٰلك مثل مالوسألك أحد الناس عن الحیوان المفترسة، فتقول له: ’’مثل الأسد‘‘، أو عن النبات العطري، فتقول له: ’’مثل الورد‘‘، أو عن الفاكهة، فتقول له: مثل التفاح والبرتقال والعنب. [۳] التعریف بالمرادف: وهو التعریف الذي یشرح اللفظ بلفظ أوضح منه وأشهر عند السامع؛ أو هو تفسیر اللفظ بلفظ أوضح منه في الدلالة علی المعنی المراد، وذٰلك مثل تعریف الغضنفر بأنه: الأسد، والعُقار بأنه: الخمر؛ وهٰذا التعریف یسمّٰی عند جمهور المناطقة بـ’’التعریف اللفظي‘‘؛ لأنه تعریف لفظٍ بلفظ أوضح منه. [۴] التعریف المُعجَمي أو القاموسي: وهو تعریف لغوي للكلمة، وبیان معانیها المختلفة،