المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَإِمَّا أنْ یَكُوْنَ بَیْنَهُمَا عَلاَقَة التَّضَایُف، وَالتَّضَایُف هُوَ: أنْ یَكُوْن تَعَقُّل أحَدهِمَا مَوْقُوْفا عَلیٰ تَعَقُّل الآخَر(١) كَالْأبُوَّة وَالْبُنُوَّة، فَإِذَا قُلْتَ: إِنْ كَانَ زَیْد أبَا لِعَمْرو، كَانَ عَمْرو اِبْنا لَه؛ یَكُوْنُ شَرْطِیَّة مُتَّصِلَة، بَیْنَ طَرَفَیْهَا عَلاَقَة التَّضَایُف. وَأمَّا المُنْفَصِلَة(٢)، فَهِيَ: الَّتِيْ حُكِمَ فِیْهَا بِالتَّنَافِيْ بَیْنَ شَیْئَیْن فِيْ مُوْجِبَة(٣)، وَبِسَلْب التَّنَافِيْ بَیْنَهُمَا فِيْ سَالِبَة.فَصْلٌ (٤) اَلشَّرْطِیَّة الْمُنْفَصِلَة عَلیٰ ثَلاثَة أضْرُب: (١)قوله: (موقوفاً علیٰ تعقل الآخر) بأن یكون كل من المقدم والتالي مضافا ومنسوبا إلَی الآخر، وذٰلك مثل الأبوة والبنوة، والأستاذیة والتلمذة؛ مثل ’’إن كان محمود ابنا لعليّ فعليّ أبوه‘‘، أو ’’إن كان زید أستاذا لمحمد فمحمد تلمیذه‘‘، أو ’’إذا كان علي خادما لزید فزید سیده‘‘؛ وهٰكذا بین كل اثنین ینتسب كل منهما إلَی الآخر بواحدة من نسب التضایف.محمد إلیاس (٢) قولهٗ: (أما المنفصلة) اعلم! أن الحكم في الشرطیة معلقا، وإنما سمّیت ’’شرطیة‘‘؛ لوجود أداة الشرط فیها. وَیرد علیه: أنّ هٰذا في المتصلة فظاهر، وأما في المنفصلة فمشكل! والجواب عنه: أنّ تسمیة المنفصلة بـ’’الشرطیة‘‘ باعتبار خروج حكمٍ ضِمْنِي، مثلاً معنیٰ قوله: ’’العدد إما زوج أو فرد‘‘ إن كان فرداً فلیس بزوج، وإنْ كان زوجاً فلیس بفَرْد.(حواشي شرح تهذیب) (٣) قولهٗ: (في موجبة) وذٰلك مثل: هٰذا العدد إما زوج أو فرد، ولیس ألبتة إما أن یكون هٰذا ورداً أو أحمر؛ ففي المثال الأول نجد قضیة شرطیة منفصلة موجبة، وقد حكم فیها بالتعاند والتنافي بین طرفیها -المقدم والتالي-، ومعنی العناد والتنافي عدم اجتماع الطرفین فلایجتمعان، وكذٰلك لایرتفعان؛ هٰذا في حالة الإیجاب، أما في حالة السلب لقضیة تنفي هٰذا العناد بحیث لایكون ثمةً تنافٍ بین الطرفین وذٰلك كما في المثال الثاني حیث یمكن الجمع بین كون الشيء ورداً وكونه أحمر بأن یكون ورداً أحمر. (المنطق القدیم: ص:۱۶۶) فَصلٌ في أقسام المنفضلة (٤)قوله: (فصل: الشرطیة إلخ) بیان لأقسام المنفصلة من حیث العلاقة بین طرفیها جمعاً وخلواً. محمد إلیاس