المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
یُنْتِجُ: أنَا صَامِت مُتَكَلِّم(١). وَلاَیُشْتَرَط الْوَزْنُ(٢) فِي الشِّعْر عِنْد أرْبَاب الْمِیْزان، نَعَمْ! یُفِیْده(٣) حُسْنا، وَالْكَلاَم الشِّعْرِيّ إِذَا أنْشِدَ بِصَوْت طَیِّب(٤)ازدَادَ تَأْثِیْرُهٗ فِي النُّفُوْس، حَتّٰی رُبَّمَا یُزِیْلُ فَرْطُ البَهْجَةِ الْعَمَائِمَ عَنِ الرُّؤُوْس، وَالْأوَائِلُ مِنَ الْحُكَمَاء الْیُوْنَانِیِّیْن كَانُوْا أحْرَص النَّاسِ عَلَی الشِّعْر.فَصْلٌ القِیَاس السَّفْسَطِيّ(٥)، القِیَاس السَّفْسَطِيّ(٥)، وَهُوَ: قِیَاس مُرَكَّب مِنَ الْوَهْمِیَّات(٦) الْكَاذِبَة (١) قولهٗ: (أنا صامت متكلم) فهو علی الظاهر نقیضان ولیس كذٰلك؛ لأن الصامت أراد به الصامت باللسان، والتكلم أراد به التكلم بالعین، أي: بسیلان الدمع مظهر للحوائج، فكأنهٗ متكلم بالعین. (محمد إلیاس) (٢) قَولهٗ: (ولایشترط الوزن إلخ) اعلم! أن قدماء المنطقیین كانوا لایعتبرون الوزن في حد الشعر، ویقتصرون علی التخییل فقط؛ والمُحْدَثُون یعتبرون معه الوزن؛ لٰكن المنطقي لا نظر له إلا في كونه كلا ما مخیلا.(مرآت) (٣) قَولهٗ: (نعم یفید إلخ) ومن ثم قیل: إن النظم الموزون یشابه الماءَ في السلاسة، والهواء في اللطافة، والدرر المنظومة في السلك . (٤) قَولهٗ: (بصوت طیب إلخ) هٰذا غیر مشروط فیه بالاتفاق، وإنما هو من العوارض، وإفادته الحسن أمر جلي یدركه من رَقَّ طبعه ولطفت شمائله، وأما تأثیره في النفوس فنحن نشاهد أهل الصناعات الشاقة تستعین علیها بالتغني، والإبلَ عند كلالها یُنْشطها صوت الحادي والمغني، وشجعان العرب في الحروب تتمثل بالأشعار وتلقی نفسها عند ذٰلك في مهالك الأخطار، فلاتبالي بمواقع السیوف ولابوارق الحتوف. وفي جمیع ما ذكرنا حكایات ونوادر شحنت بها الكتب والدفاتر.(مرآت) فَصلٌ في القیاس السفسطي (٥) قَولهٗ: (السفسطي إلخ) نسبة لـ’’سوف اسطاء‘‘، ومعنی سوف: الحكمة، ومعنی اسطاء: التلبیس؛ فمعناه: الحكمة المموّهة. (مرآت) (٦) قَولهٗ:(الوهمیات إلخ) وهي القضایا الكاذبة یحكم بها وهم الإنسان في أمور غیر محسوسة. (مرآت)