المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصْلٌ القِیَاس الْخَطَابِيّ(١): قِیَاسٌ مُفِیْدٌلِلظَّنّ، وَمُقَدَّمَاته مَقْبُوْلاَتٌ مَاخُوْذَةٌ مِمَّنْ یَحْسُن الظَّنّ(٢) فِیْهِمْ، كَالْأوْلِیَاء وَالْحُكَمَاء. وَأمَّا الْمَاخُوْذَات مِنَ الْأنْبِیَاء(٣)-عَلَیْهِمْ وَعَلیٰ نَبِیِّنَاالصَّلاَةُ وَالسَّلاَم- (٢) قَولهٗ: (الغرض من صناعة الجدل إلخ) اعلم! أن صناعة الجدل ملكة یقتدر بها علی تألیف قِیَاسات جدلیة؛ والغرض من هٰذه الصناعة إلزام الخصم أو حفظ الرأي، وذٰلك لأن الجدلي إما مجیب یحفظ رأیا ویسمّٰی ذٰلك الرأي ’’وضعا‘‘، وغایة سعیه: أن لایلزم؛ وإما سائل یهدم وضعا، وغایة سعیه: أن یلزم؛ فالمجیب یؤلف قِیَاسات من المشهورات المطلقة حقا كانت أو غیر حق، والسائل یؤلفها مما یتسلمه من المجیب مشهورا كان أو غیر مشهور.(مرآت) فَصلٌ في القیاس الخطابي (١) قَولهٗ: (القِیَاس الخطابي إلخ) نسبة للخطابة، وهو القیاس الذي یتركب من القضایا المقبولة عند الناس أو المظنونة لدیهم، وسمي خطابیا لكونه وسیلة الوعاظ والخطباء. والغرض من صناعة الخطابة: الترغیب والترهیب فیما ینفعهم أو یضرهم، من الأخلاق وأمر الدین والدنیا كما یفعله الوعاظ والخطباء؛ فلها أثر عظیم في تنظیم أمور المعاش والمعاد. (تسهیل بزیادة) (٢) قَولهٗ: (ممن یحسن الظن فیهم إلخ) إما لأمر سماوي كالتائید بالكرامات، أو للاختصاص بمزید عقل في الناس كالعلماء والحكماء.محمد إلیاس (٣) قَولهٗ: (من الأنبیاء علیهم السلام إلخ) نعمَ مَا صَنع المصنفؒ! حیث فرّق بین المقدمات المأخوذة من الأنبیاء العظام علیهم وعلیٰ نبینا الصلاة والسلام، وبین المأخوذة من الحكماء والأولیاء الكرام قدس أسرارهم؛ وبعضهم لم یفرقوا؛ ولابد من الفرق، فإن الأولیٰ یقینیات صرفة وقطعیات محضة، والثانیة خطابیات مقبولات لایجب الإذعان به والقبول. قال في ’’سلم العلوم‘‘ وشرحه: ومن عدّ المأخوذات من الأنبیاء علیهم الصلاة والسلام لاسیما نبینا محمد ا منها فقد غلِط؛ فإنها من قبیل الفطریات التي قِیَاساتها معها، والقِیَاس ’’إن هٰذا أخبار مخبر صادق قطعا، وأخباره حق‘‘، وعند ذوي العقول الضعیفة حدسیات أو مبرهنات بذٰلك القِیَاس؛ وبالجملة! عد المأخوذات من الأنبیاء -صلوات الله وسلامه علیهم- من المظنونات سفاهة ظاهرة وجهل عظیم؛ بل مكاشفات الأولیاء -رضوان الله علیهم- صوادق قطعا و’’فطریات‘‘ عند العقول الزكیة، و’’مبرهنات‘‘ عند العقول الضعیفة بمثل القِیَاس المذكور، لاسیما مكاشفات الشیخ الأكبر خاتم الولایة المحمدیة رضي الله تعالیٰ عنه.(مرآت)