المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَنَقِیْضه: لَیْسَ دَائِما إِمَّا أنْ یَّكُوْن هٰذَا الْعَدَد زَوْجا أوْ فَرْدا.فَصْلٌ (١) اَلْعَكْس الْمُسْتَوِي(٢) - وَیُقَال لَهٗ: ’’العَكْس الْمُسْتَقِیْم‘‘ أیْضاً-، وَهُوَ: عِبَارَة عَنْ جَعْل الْجُزْء الْأوَّل(٣) مِنَ الْقَضِیَّة ثَانِیا، وَالْجُزْء الثَّانِيْ أوَّلاً مَعَ بَقَاء الصِّدْق(٤) وَالْكَیْف. فَالسَّالِبَة الْكُلِّیَّة(٥) تَنْعَكِس كَنَفْسهَا، كَقَوْلِكَ: لاَشَيْءَ مِنَ الإنْسَان بِحَجَر، یَنْعَكِس إِلیٰ قَوْلِكَ: لاَشَيْءَ مِنَ الْحَجَر بِإِنْسَان، بِدَلِیْل الْخُلْف(٦). (١) قوله (فصل: العكس) العكس نوع من أنواع الاستدلال؛ فإن المناطقة یستدلون بصدق القضیة علی صدق عكسها، وذٰلكم أن العكس لازم للقضیة، وصدق الملزوم یدل علی صدق اللازم؛ فإذا كان القضیة صادقة كان لازمها صادقا، كما أنهم یستدلون -كذٰلك- بكذب العكس علی كذب القضیة المنعكسة؛ وهٰكذا یتضح أن العكس موضوع هامّ من موضوعات المنطق یستحق الدراسة والاهتمام. (المنطق القدیم: ۱۸۳) (٢) قَولهٗ: (العكس المستوي إلخ) اعلم! أن العكس یطلق علی المعنی المصدري أي: تبدیل طرفي القضیة، وعلی القضیة الحاصلة بالتبدیل؛ والمصنفؒ أجری الكلام علی الاصطلاح الأول؛ وإنما سمي مستویا لاستوائه وموافقته مع الأصل في الطرفین والصدق، بخلاف عكس النقیض؛ فإنه مخالف له فیهما. وقیل: لأنه طریق مستوِِ لا اعوجاج فیه ولاخوف. واسم العكس عند الإطلاق ینصرف إلیه. (محمد إلیاس) (٣) قَولهٗ: (عن جعل الجزء الأول إلخ) المراد بالجزء الأول والثاني: الجزء ان في الذكر لا في الحقیقة؛ فإن الجزء الأول والثاني في الحقیقة هو ذات الموضوع ووصف المحمول، والعكس لایصیِّر ذات الموضوع محمولاً ووصف المحمول موضوعاً.(المرآت) (٤) قَوله: (مع بقاء الصدق) یعني: أن الأصل لو فرض صادقا یجب صدق العكس، لابمعنی أن الأصل والعكس یجب أن یكونا صادقین. (ضیاء النجوم: ۱۸۲) (٥) قَولهٗ: (فالسالبة الكلیة إلخ) قد جرت العادة بتقدیم عكس السوالب؛ لأن منها ما ینعكس كلیة، والكلي وإن كان سلباً أشرف من الجزئي وإن كان إیجاباً؛ لأنه أفید في العلوم وأضبط. (المرآت)