المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصْلٌ أحَدهَا: المَحْكُوْم عَلَیْه أحَدهَا: المَحْكُوْم عَلَیْه، وَیُسَمّٰی ’’مَوْضُوْعاً(١)‘‘، وَالثَّانِيْ: المَحْكُوْم بِه، وَیُسَمّٰی ’’مَحْمُوْلاً(٢)‘‘، وَالثَّالِث: الدَّالُّ عَلیَ الرَّابِط، وَیُسَمّٰی ’’رَابِطَة(٣)‘‘؛ (١) قَولهٗ: (یسمّٰی موضوعاً إلخ) إنما سمي المحكوم علیه ’’موضوعاً‘‘ لأنه قد وضع لیحكم علیه بشيء. (٢) قَولهٗ: (یسمّٰی محمولا) وإنما سمي المحكوم به ’’محمولاً‘‘ لأنه یحمل علی الموضوع؛ أي یوصف الموضوع به، والدال علی النسبة ’’رابطة‘‘ لدلالتها علی النسبة الرابطة، تسمیة الدال باسم المدلول.(المرآت) الملحوظة: المحمول یسمّٰی في علم المعاني ’’المسند‘‘، وفی علم النحو ’’الخبر أو الفعل‘‘؛ والمحمول متأخر عن الموضوع في الترتیب، ولو تقدم علیه في اللفظ أحیانا. (المنطق القدیم: ۱۴۵) واعلم! أیضاً أن المراد من ’’الموضوع‘‘ الأفرادُ، ومن ’’المحمول‘‘ المفهومُ؛ حتی إذا قیل: ’’الإنسان حیَوان‘‘ كان المقصود من الإنسان أفراده المتكثرة من زید وعمرو وغیرهما، والحیوان مفهومه، وهو جسم نام حسَّاس متحرِّك بالإرادة.(شرح إیساغوجي) (٣) قَولهٗ: (رابطة إلخ) وهي النسبة القائمة بین الموضوع والمحمول، أو الارتباط القائم بینهما، أو العَلاقة بینهما سواء كانت إیجاباًَ بإثبات المحمول للموضوع، أو سلباًَ بنفیه عنه؛ وقد یعبر عن النسبة بین الموضوع والمحمول بالحكم، أي: إدراك وقوع النسبة بینهما سلباًَ أو إیجاباًَ، وكما أن للموضوع لفظاًَ یدل علیه كذٰلك للمحمول لفظ یدل علیه؛ وأن من حق النسبة أن یكون لها لفظ یدل علیها؛ وهٰذا اللفظ قد یصرح به، وبذٰلك تكون القضیة ثلاثیة، وذٰلك مثل قولنا: العلم هو نافع؛ فلفظة ’’هو‘‘ أداة تعبِّر عن النسبة، أو هي الرابطة بین الموضوع والمحمول.محمد إلیاس الملحوظة: اعلم! أن الرابطة تكون أداة؛ لأنها تدل علی النسبة، وهي غیر مستقلة لتوفقها علی المحكوم به؛ لٰكنها قد تكون في قالِب الاسم كـ’’هو‘‘ في ’’زید هو قائم‘‘، وتسمّٰی ’’غیر زمانیة‘‘؛ وقد تكون في قالب الكلمة كـ’’كان‘‘ في قولنا ’’زید كان قائما‘‘، وتسمّٰی ’’زمانیة‘‘. ویرد علیه إن ’’هو‘‘ وضع لمعنی اسمي كما أجمع علیه أهل العربیة، فلایكون رابطة؟ والجواب ما قال العلامة التفتازاني: أن المنطقیین لما لم یجدوا في كلام العرب لفظاً دالاًّ علی الرابط الغیر الزماني، نحو: ’’اَسْتَ‘‘ في الفارسیة و’’اِسْتَنْ‘‘ في الیونانیة استعاروا لهٰذا المعنی لفظة ’’هو‘‘، فـ’’هو‘‘ في الأصل موضوع لمعنیً اسمي