المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
خاتِمةٌ لِكُلّ عِلْم ثَلاثة أمُوْر: أحَدُهَا: المَوْضُوْع(١)، وَهُوَ: مَا یُبْحَث فِي الْعِلْم عَنْ عَوَارِضه وَلَوَاحِقِه الذَّاتِیَّة، كَبَدَنِ الإنْسَان لِعِلْم الطِّبّ، وَالْكَلِمَة وَالْكَلاَم لِعِلْم النَّحْو، وَالْمِقْدَارِ الْمُتَّصِل لِعِلْم الْهَنْدَسَة، وَالْمَعْلُوْم التَّصَوُّرِيّ(٢) وَالْمَعْلُوْم التَّصْدِیْقِي لِصَنَاعَتِيْ هٰذِهٖ. خاتمة في الأمور الثلاثة (١) قَولهٗ: (أحدها الموضوع) حدود الموضوعات: أعم من الموضوع الكلي: كالكلمة والكلام في علم النحو، ومن جزءیاته: كالفاعل والمفعول، وجملة الشرط والجزاء، وجملة الصلة وغیرها من أنواعه. والأجزاء: إذا كانت للموضوعات أجزاء كجزئَيِ الكلام من المسند والمسند إلیه؛ وأجزائه: الجملة الشرطیة، وغیر ذلك مما یشتمل علیه علم النحو. والمراد بالأعراض: الأمور اللاحقة لها من: الرفع والنصب والجر، والإعراب والبناء؛ فلابد في النحو مثلا: تعریف الكلمة بـ:أنه لفظ موضوع، وتعریف جزءیاته التي هي موضوعات لبعض المسائل، بـ:أن الفاعل: ماأسند إلیه الفعل قدم علیه وجوبا، وتعریف أداة الشرط بـ:أنه ما دل علیٰ تعلیق الثاني بوجود الأول، وتعریف الإعراب مثلا بـ:أنه أثر یجلبه العامل في آخر الكلمة، وغیر ذلك. والمراد من المقدمات البینة أو المأخوذة: الاستدلالات التي ثبت بها المطلوب كالاستدلال بجواز الإضمار قبل الذكر بقول بعض الشعراء، وبعدم جوازه بـ:أن ما ورد مما یوهمهه قابل للتأویل، أو مجهول القائل مثلا. والمراد من المسائل: مثلا قولهم: ’’كل فاعل مرفوع‘‘ فتعریف الفاعل من المبادي التصوریة التي هي حدود الموضوعات، وتعریف المرفوعیة من المبادي التصوریة التي هي حدود الأعراض، وذات الفاعل -مثلا- من أجزاء المسائل؛ والمسألة عبارة عن إثبات الرفع للفاعل فتأمل.(میرزا: ۱۱۵)محمد إلیاس (٢) قَولهٗ: (والمعلوم التصَوُّري إلخ) بهٰذا ظهر أنه یجوز أن یكون موضوع العلم أمورا متعددة؛ إلا أنه لابد من اشتراكها في أمر واحد یلاحظه في سائر مباحث العلم، كموضوعات هٰذا الفن؛ فإنها مشتركة في الإیصال إلی مطلوب مجهول، وإلَّا لجاز أن یكون العلوم المتفرقة علما واحداً؛ وقال بعض الناس: الموضوعات المتعددة لعلم واحد لایجوز مطلقاً، والأصح هو الأول.(مرآت)بزیادة