المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
ذٰلِكَ الْمَجْهُوْلَ حَصَلَ فبِمَا یُعْرَف أنَّهٗ مَطْلُوْبكَ(١)، فَلابُدَّ مِنْ بَقَاء الْجَهْل أوْ وُجُوْد الْعِلْم قَبْلَه حَتّٰی تَعْرِفَ أنَّه هُوَ؛ وَعَلَی التَّقْدِیْرَیْن یَمْتَنِع تَحْصِیْله، أمَّا عَلَی الْأوَّل فَلِاسْتِحَالَة مَعْرِفَتهٖ إِذَا وُجِدَ، وَأمَّا عَلَی الثَّانِيْ فَلِامتِنَاع تَحْصِیْل الْحَاصِل. وَالْجَوَابُ(٢): أنَّ الْمَطْلُوْب مَعْلُوْم مِنْ وَجْه وَمَجْهُوْل مِنْ وَجْه، فَبَعْدَ حُصُوْل الْمَجْهُوْل یُعْلَم بِالْوَجْه الْمَعْلُوْم الْمُخَصِّص أنَّه الْمَطْلُوْب؛ وَهٰذَا كَمِثْل عَبْدٍ آبِقٍ إِذَا وُجِدَ، فَإِنَّهٗ كَانَ مَعْلُوْمَ الذَّات مَجْهُوْل الْمَكَان، فَبَعْدَ مَا وُجِدَ عَرَفْتَ بِمَا كُنْتَ عَارِفًا بِهٖ مِنْ ذَاتِه وَصُوْرَتِهٖ أنَّه آبِقُكَ.أغْلُوْطَة لَوْ لَمْ یَصْدُق قَضِیَّة لَمْ یَصْدُق ’’زَیْد قَائِم‘‘، وَكُلَّما لَمْ یَصْدُق ’’زَیْد قَائِم‘‘ صَدَقَ نَقِیْضهٗ، أعْنِيْ: ’’زَیْد لَیْسَ بِقَائِم‘‘، یُنْتِجُ: ’’كُلَّمَا لَمْ یَصْدُقْ قَضِیَّة صَدَقَ زَیْد لَیْسَ بِقَائِم‘‘؛ مَعَ أنَّهَا قَضِیَّة مِنَ الْقَضَایَا؟ (١) قولهٗ: (فبما یعرف أنهٗ مطلوبك) أي: إذا حصل المجهول فبأيّ شيء یعلم أنهٗ مطلوب، فإن لم یعلم بعد الحصول أنهٗ مطلوب فلابد من بقاء الجهل؛ وإن علم أن هٰذا مطلوب فلابد أن یعلم الحصول أیضاً ’’أنهٗ مطلوب‘‘، حتی یعرف بعد الحصول أنهٗ هو المطلوب المعلوم. (محمد إلیاس) (٢) قَولهٗ: (والجواب إلخ) حاصله: أنا لانسلم أن المطلوب إما معلوم مطلقا أو مجهول مطلقاً، حتّٰی یلزم تحصیل الحاصل أو طلب المجهول المطلق؛ بل یجوز أن یكون معلوما من وجه ومجهولا من وجه، أي: من حیث نفس حقیقته فیطلب العلم بها بالكسب، كما إذا علمنا الإنسان بوجه الكاتب، وبعد علمه بهٰذا الوجه قصدنا علم حقیقته، فهو معلوم من وجه وصالح لأن یطلب حقیقته، فإذا انتقلنا منه إلی مبادیه ثم منها إلیه حصل لها العلم بحقیقته، وصار الوجه المجهول معلوماً، فلایلزم تحصیل الحاصل ولاطلب المجهول المطلق. فافهم.(مرآت)