المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فصل في النِّسْبة بَیْن الكلِّیَّیْن(١) اعلَمْ! أنَّ النِّسْبَة بَیْنَ الْكُلِّیَّیْن(٢)تُتَصَوَّر عَلیٰ أنْحَاء أرْبَعَة: لِأنَّكَ إِذَا أخَذْت كُلِّیَّیْن فَإِمَّا: أنْ یَصْدُق كُلّ مِنْهُمَا عَلیٰ كلِّ مَا یَصْدُقُ عَلَیْهِ الْآخَر، فَهُمَا مُتَسَاوِیَان(٣)، كَالإِنْسَان وَالنَّاطِق(٤)؛ لِأنَّ كُلّ إِنْسَان نَاطِق، وَكُلّ نَاطِق إِنْسَان. فَصلٌ في النِّسبَة بَین الكُلیین (١) قولهٗ: (النسبة) اعلم أن النسبة بین الكلّیین من الأمور المهمَّة لدی المناطقة، والتي اهتموا بالبحث فیها مسألة النسبة بین أيِّ لفظین كلییین باعتبار أن معرفة تلك النسبة بین الألفاظ أمر هامّ في باب التعریف الموصِل إلی التصَوُّر؛ لأن معرفة النسبة بین الكلّیین یمكن أن یحتاج إلیها في إدراك ما بین التعریف والمعرَّف من مساواة أو تباین أو عموم وخصوص بنوعیه. (المنطق القدیم: ۵۵۰) محمد إلیاس (٢) قَولهٗ: (النسبة بین الكلیین إلخ) لما فرغ عن بیان معنی الكلي وأقسامه، شرع في بیان النسبة؛ وإنما اعتبر النسبة بین الكلیین دون الجزئیین إذ لابحث في هٰذا الفن عن الجزئي إلا بالتبعیة؛ لأنه لایكون كاسباً ولامكتسَباً؛ وأیضاً لم یقل ’’النسبة في المفهومین‘‘؛ لأن المفهومین إما كلیان أو جزئیان أو جزئي وكلي؛ فبین الجزئین یكون التباین، وبین الكلي والجزئي عموم وخصوص مطلقا إن كان هٰذا الجزئي من أفراد هٰذا الكلي، وتباین إن لم یكن هٰذا الجزئي من أفراد هٰذا الكلي؛ فلم یتحقق النسب الأربع إلا في الكلیین. (المرآت)بزیادة محمد الیاس (٣) قَولهٗ: (متساویان إلخ) ومرجِع التساوي: إلی موجبتین كلیتین، كقولنا: كل إنسان ناطق، وكل ناطق إنسان؛ ونقیضاهما أیضاً متساویان، مثل: كل لاإنسان لاناطق؛ لأنه لو لم یصدق أحدهما -أي: اللاناطق- علی ما صدق علیه الآخر -أي: اللاإنسان- لصَدق علیه -أي: علیٰ مصداق اللاإنسان- عینه -أي: الناطق-، لاستحالة ارتفاع النقیضین؛ فیصدق عین أحد المتساویین -أي: الناطق- بدون عین الآخر -أي: الإنسان-. وهٰذا خلف! (المرآت) بزیادةمحمد إلیاس (٤) قوله: (كالإنسان والناطق) وكذٰلك الإنسان والضاحك، والحیوان والمتنفس متساویان؛ ومثال العموم والخصوص المطلق: النبي والرسول؛ فإن بینهما عموم مطلق.محمد إلیاس