المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَحَقِیْقَته، وَنِسْبَة إِلَی الْجِنْس فَیُسَمّٰی ’’مُقَسِّما‘‘؛ لِأنَّه یُقَسِّم الْجِنْس، وَیُحَصِّل قِسْما لَه كَالنَّاطِق، فَهُوَ مُقَوِّم لِلإِنْسَانِ؛ لِأنَّ الإنْسَان هُوَ الْحَیَوَان النَّاطِق وَمُقَسِّم لِلْحَیَوَان؛ لِأنَّ بِالنَّاطِق حَصَلَ لِلْحَیَوَان قِسْمَان: أحَدُهُمَا: الحَیَوَان النَّاطِق، وَالْآخَر: الحَیَوَان الْغَیْر النَّاطِق.فَصْلٌ كُلّ مُقَوِّم لِلْعَالِيْ كُلّ مُقَوِّم لِلْعَالِيْ(١)مُقَوِّم لِلسَّافِل، كَالْقَابِل لِلْأبْعَاد؛ فَإِنَّه مُقَوِّم لِلْجِسْم، وَهُوَ مُقَوِّم لِلْجِسْم النَّامِيّ، وَالْحَیَوَان، وَالإِنْسَان؛ وَكَالنَّامِيّ، فَإِنَّه كَمَا أنَّه مُقَوِّم لِلْجِسْم النَّامِيّ، مُقَوِّم لِلْحَیَوَان وَمُقَوِّم لِلإِنْسَان أیْضاً؛ وَكَالْحَسَّاس وَالْمُتَحَرِّك بِالإِرَادَة، فَإِنَّهُما كَمَا أنَّهُمَا مُقَوِّمَان لِلْحَیَوَان، كَذٰلِكَ مُقَوِّمَان لِلإِنْسَان. وَلَیْسَ كُلُّ مُقَوِّم لِلسَّافِل(٢)مُقَوِّما لِلْعَالِي، فَإِنَّ النَّاطِق مُقَوِّم لِلإِنْسَان وَلَیْسَ مُقَوِّما لِلْحَیَوَان.فَصْلٌ كُلّ فَصْل مُقَسِّم لِلسَّافِل كُلّ فَصْل مُقَسِّم لِلسَّافِل(٣)مُقَسِّم لِلْعَالِيْ، فَالنَّاطِق كَمَا یُقَسِّم (١) قوله: (كل مقوم للعالي) اعلم! أوّلا: أن المراد بالعالي الفوقاني لاالفوق علی جمیع الأنواع، فیندرج فیه المتوسط أیضاًَ؛ وثانیاًَ: قَوله ’’كل مقوِّم للعالي‘‘ أي: كل فصل مقوم للعالي فهو مقوم للسافل؛ لأن العالي داخل في قِوام السافل، كالحساس فإنه داخل في قوام الحیوان، فیكون داخلا في قوام الإنسان أیضا. (ضیاء مختصراًَ: ۷۵) (١) قَولهٗ: (ولیس كل مقوم إلخ) لأنه قد ثبت أن جمیع مقوِّمات العالي مقوِّمات للسافل، فلو كان جمیع مقومات السافل مقوماتٌ للعالي لم یكن بین السافل والعالي فرق! وبعبارة أخریٰ؛ لأن السافل لیس فیه أمر زائد إلا الفصول المقومة له، فلو فرضت مشتركة اتحد العالي والسافل ماهیة. (مرآت)