المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصْلٌ في الرُّؤوسِ الثَّمانیَّة (١) اعلَم! أنَّ الْقُدَمَاء كَانُوْا یَذْكُرُوْنَ فِيْ مَبَادِي الْكُتُب أشْیَاءَ ثَمَانِیَّةً، فَصلٌ في الرؤوس الثمانیة (١-١) قَولهٗ: (فصل في الرؤس إلخ) لما ذكر المصنفؒ في الفصل السابق: أن لكل علم ثلٰث أمور: الموضوع، والمسائل، والمبادي؛ وقد تطلق المبادي علی الرؤس الثمانیة؛ لأن الشروع علی وجه البصیرة وفرط الرغبة یتوقف علیها، فذكرها. (مرآت) (١-٢) قَولهٗ: (فصل في الرؤس) اعلم! أنَّ القُدَماءَ كانوْا یَذكُرونَ فيْ مَبَادیِٔ الكتُبِ أشْیاءَ ثَمانیَةً، ویُسمُّونَها رُؤُوسَ الثَّمانیَةِ. وهيَ: الغَرَضُ، المَنفعَةُ، التَّسمِیَةُ، المُؤَلِّفُ، المَرتَبَةُ، مِنْ أيِّ عِلْمٍ هُوَ، القِسْمَةُ والتَّبْویْبُ، الأنحاءُ التعْلیمَّةُ.(تفصیلها ملخص من كشف الظنون، وشرح التهذیب) الغَرَضُ: إنَّ مَا یُترتَّبُ عَلَی الفِعلِ إنْ كانَ باعثاً للفاعِلِ عَلیٰ صُدورِ ذلكَ الفِعلِ منهُ، یُسمّٰی غَرَضاً وَعلةً غائِیةً، وإنْ لمْ یَكنْ باعِثاً للفاعِلِ (یُسَمّٰی) فائدةً وَمَنفعةً وعِلَّةً. المَنفعَةُ: ما یُشوِّقُ الكُلَّ طبْعاً لیَنْبَسِط فيْ الطَّلَبِ ویَتَحَمَّلَ المَشقَّةَ. التَّسْمِیَةُ: أيْ تَسمیةُ العِلْم وعُنوانُهُ لیَكوْنَ عِندَه إجْمَالُ مَایُفَصِّلُه، كمَا یُقالُ: إنَّما سُمِّيَ المَنطقُ مَنطِقاً؛ لأنَّ المَنطقَ یُطلقَ علَی النُّطقِ الظَّاهِريِّ وهوَ التَّكلُّمُ؛ والبَاطنيِّ وهوَ إدراكُ الكلیَّاتِ. وهٰذا العلمُ یُقوِّيْ الأوَّلَ، ویُسلكُ بالثانيْ مَسلَكَ السَّدادِ فاشتُقَّ لهُ اسمٌ مِنْ المَنطقِ؛ وفي ذٰلك إشارة مجملة إلیٰ ما یفصلها العلم من المقاصد به. المُؤَلِّفُ: أيْ تَعیِینُ المُؤَلِّفِ وَمَعرَفتُهُ لیَسْكُنَ بالُ المُتعَلِّمِ وَیَطمئِنَّ قلبُهُ فيْ قَبولِ كلامِهِ بالاعتِمادِ عَلیهِ؛ لأنَّ مَعرِفَةَ حالِ الأقوَالِ بمَراتِبِ الرِّجالِ. المَرتَبَةُ: أيْ فيْ أيِّ مَرتبَةٍ هوَ، لیُقَدَّمَ عَلَی مایَجِبُ ویُؤَخَّرَ عمَّا یَجِبُ. منْ أيِّ علمٍ هوَ: لِیُطْلَبَ فیْهِ مَا یَلِیْقُ بِهِ. القِسْمَةُ والتبویبُ: لِیُطْلَبَ فيْ كلِّ بابٍ مَا یَلِیْقُ بِهِ. الأنحاءُ التعلیمیَّةُ: هي التقسیمُ، والتَّحلیْلُ، والتَّحدِیدُ، والبُرْهانُ: التَّقسِیمُ: عِبارَةٌ عَنِ التكثُّرِ مِنْ فَوْقُ إلیٰ أسْفلَ، كتَقسِیمِ الجِنسِ إلَی الأنْوَاعِ، والنَّوعِ إلَی الأصْنَافِ، والذَّاتِيِّ إلَی الجِنْسِ، والنَّوْعِ والفَصْلِ والعَرْضِ إلَی الخَاصَّةِ والعَرْضِ العَامِّ. والتَّحْلیلُ: هُوَ التَّكثِیرُ مِنْ السِّفْلِ إلیٰ فَوقُ. والتَّحْدِیدُ: فِعلُ الحَدِّ، وهو یدل علی الشيء بما به قوامه دلالة مفصلة. والبُرْهانُ: طَرِیقٌ مَوثوْقٌ بهِ، مُوصِلٌ إلَی الوُقوْفِ عَلَی الحَقِّ. (كشف الظنون ۔ شرح تهذیب)