المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
بِالْفِعْل؛ وَإِذَا قُلْتَ: كُلُّ حَیَوَان مَاشٍ بِالْفِعْل لاَ بِالضَّرُوْرَة، فَكَأنَّكَ قُلْتَ: كُلّ حَیَوَان مَاشٍ بِالْفِعْل، وَلاَشَيْءَ مِنَ الْحَیَوَان بِمَاشٍ بِالإِمْكَان.بابُ الشَّرطیَّات(١) قَدْ عَرَفْتَ مَعْنَی الشَّرْطِیَّة، وَهِيَ: الَّتِيْ تَنْحَلُّ إِلیٰ قَضِیَّتَیْن، وَالْآنَ نَهْدِیْكَ إِلیٰ أقْسَامهَا وَنُرْشِدُكَ إِلیٰ أحْكَامهَا. فَاعْلَمْ أیُّهَا الْفَطِن اللَّبِیْب وَالذَّكِيّ الْأرِیْب! أنَّ الشَّرْطِیَّة قِسْمَان: أحَدهُمَا: المُتَّصِلَة، وَثَانِیْهِمَا: المُنْفَصِلَة. أمَّا المُتَّصِلَة(٢)، فَهِيَ: الَّتِيْ حُكِمَ فِیْهَا بِثُبُوْتِ نِسْبَة عَلیٰ تَقْدِیْر ثُبُوْت نِسْبَة أخْرٰی فِي الإیْجَاب، وَبِنَفْي نِسْبَة عَلیٰ تَقْدِیْر نِسْبَة أخْرٰی فِي السَّلْب، كَقَوْلنَا فِي الإیْجَاب: إِنْ كَانَ زَیْد إِنْسَانا كَانَ حَیَوَانا، وَقَوْلنَا فِي السَّلْب: لَیْسَ البَتَّة إِذَا كَانَ زَیْد إِنْسَانا كَانَ فَرَسًا. باب في القضایا الشرطیة (١) قَولهٗ: (باب الشرطیات إلخ) لما وقع الفراغ من الحملیات وأقسامها، شرع في أقسام الشرطیات فقال: باب الشرطیات. ولما كان هٰذا البحث لااتصال له بما قبله؛ إذ الكلام السابق في الحملیات، والشروع الآن في مقابلاتها، ناسب أن یُعَنْوِن بالباب: واعلم! أن التقابل بین الشرطیة والحملیة ’’تقابل العدم والملكة‘‘ كقولهم: ’’القضیة إن لم ینحل طرفاها إلی مفردین بالفعل أو بالقوة فشرطیة؛ وإلا فحملیة‘‘.(المرآت) (٢) قَولهٗ: (وأما المتصلة إلخ) هٰذا التعریف یشمل قسمي المتصلة -أعني اللزومیة والاتفاقیة-؛ لأن ثبوت نسبة علی تقدیر ثبوت نسبة أخرٰی أعم من أن یكون لزوماً أو اتفاقاً. (المرآت) وإنما سمیت هٰذه القضیة ’’شرطیة‘‘ لوجود أداة الشرط فیها، و’’متصلة‘‘ لوجود الاتصال بین طرفیها.محمد إلیاس