المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصْلٌ القِیَاس الْجَدَلِيّ(١) قِیَاس مُرَكَّب مِنْ مُقَدَّمَات مَشْهُوْرَة(٢) أوْمُسَلَّمَة(٣) فَصلٌ في القیاس الجدلي (١) قَولهٗ: (الجدلي إلخ) شروع في بیان أقسام قیاس غیر برهاني؛ والجدل: هو ماكانت موادّه وقضایاه مسلمة عند الخصم، سواء كانت مشهورة أو غیر مشهورة، صادقة كانت أم كاذبة. الفائدة المهمة اعلم! أن المقدمات علیٰ قسمین: یقینیة وغیر یقینیة. المقدمات الیقینیة: لاتستعمل إلا في القیاس البرهاني، كما مرّ. المقدمات الغیر الیقینیة: وهي التي تستعمل في بقیة الصناعات الخمس غیر البرهان. فالمقدمات الغیر الیقینیة علیٰ نوعین: نوع یصلح للظنیات الفقهیة فقط. وهو علیٰ ثلٰثة أقسام: مشهورات ومقبولات ومظنونات؛ ونوع لایصلح للقطعیات ولا للظنیات؛ بل لایصلح إلا التلبیس والمغالطة. أما المشهورات: هي قضایا یحكم بها لتطابق آراء الناس فیها والاعتراف بها، إما: لمصلحة عامة نحو: العدل حسن والظلم قبیح؛ أو لرقة قلبیة، كقول الهنادك: ذبح الحیوان مذموم؛ أو لحمیة عصبیة، نحو: أنصر أخاً لك ظالماً أو مظلوماً؛ أو لانفعالات من عادات وشرائع وآداب، ولكل قوم وأهل صناعة مشهورات خاصة به، وهي تختلف بحسب اختلاف الأزمان والأمكنة والأقران. والمقبولات: هي قضایا مأخوذات ممن یحسن الظن بهم، كالصالحین والحكماء. التنبیه: المأخوذات عن الأنبیاء علیهم السلام لیست من المقبولات الاصطلاحیة، وقد أخطأ مَن عدّها منها؛ لأنها أخبار صادقة من مخبر صادق لایتطرق إلیها الخطأ، فهي من الیقینیات قطعاً. والمظنونات: هي قضایا یحكم بها اتباعا للظن، نحو: فلان یطوف لیلا، وكل من یطوف في اللیل فهو سارق؛ ینتج: فلان سارق. (موسوعة مصطلحات المنطق، تسهیل المنطق)محمد إلیاس (٢) قوله (مقدمات مشهورة) واعلم! أنه ربما التبس المشهورات بالأولیات كما وقع للمعتزلة، حتّٰی قالوا: ’’الصدق منج عن النار، والكذب موقع فیها ضروریتان‘‘، ولیس كذٰلك؛ بل إنما علما بالشرع! فعلیك أن تعلم الفرق بینهما، وهو یحصل بتجرید العقل عما عداه بحیث یخیَّل كأنه خلق الآن، فیحتاج في المشهورات إلی البرهان، كما أن رجلا -قطع النظر عن الشرع- لایعلم النار،