المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصْلٌ في تَناقُض القَضایا(١) اَلتَّنَاقُض(٢)هُوَ اخْتِلاَف الْقَضِیَّتَیْنِ(٣)بِالإِیْجَاب وَالسَّلْب بِحَیْث یَقْتَضِيْ إذاأردنا أن نستدل علی أن العالم حادث، فسنقیم قِیَاساًَ من قضیتین هٰكذا: العالم متغیر، وكل متغیر حادث، ینتج: العالم حادث. الملحوظة: الاستدلال المباشر یعتمد علی قضیة واحدة أو مقدمة واحدة، بخلاف الاستدلال غیر المباشر الذي یعتمد علی قضیتین أو أكثر. والاستدلال المباشر یقوم علی التقابل بین القضایا، ومنه التناقض والعكس. والاستدلال غیر المباشر یقوم علی القِیَاس والاستقراء والتمثیل.(المنطق القدیم: ۱۷۵) ملخصا فَصلٌ في تناقض القضایا (١) قولهٗ: (في تناقض القضایا) اعلم! أن للتناقض فائدة كبیرة لدی المناطقة، وذٰلك في إثبات مایریدون إثباته، ونفي ما یریدون نفیه؛ فإذا أراد المنطقيّ إثبات ’’أن العالم حادث‘‘ وعجز عن إقامة الدلیل علی صدقها؛ فإنه یلجأ إلی نقیض هٰذه القضیة -وهو: العالم لیس حادثا-، ثم یثبت كذب هٰذا النقیض، وإذا یثبت كذب النقیض، ثبت صدق الدعوی التي هي ’’العالم حادث‘‘؛ لأن النقیضین لایصدقان ولا یكذبان معاًَ. وعلماء الكلام یلجأ إلی هٰذا المنهج، حیث یطلبون دعوی الخصم عن طریق إثبات صدق نقیضها، أو یثبتون صدق دعواهم في الاستدلال علی صفات الله تعالی وأسماء ه بإبطال نقائضها. (المنطق القدیم: ۱۷۸) الملحوظة: من فوائد معرفة التناقض یستطیع الإنسان أن یبطل دعوی خصمه بإقامة الدلیل علیٰ صحة نقیضها كما یستطیع أن یبرهن علیٰ صحة دعواه بإقامة الدلیل علی بطلان نقیضها لأن بطلان أحد النقیضین یستلزم صحة الآخر قطعاً. (٢) قَولهٗ: (التناقض إلخ) أصل النقض: الحل، ثم نقل إلی مطلق الإبطال، ولما كان كل من النقیضین یبطل حكم الآخر أطلق علیه مادة النقیض، وكل منهما مناقض للآخر، فلذٰلك عبر بصیغة التفاعل. (المرآت) (٣) قَولهٗ: (اختلاف القضیتین إلخ) خصص التعریف بتناقض القضایا؛ لأنه المقصود والمنتفع به في القِیَاسات، وأما التناقض في المفرادت فقد قال السید: أنه یعرف بالمقایسة فلاحاجة إلی إدراجه في تعریف التناقض. فإن قلت: تخصیص البحث بتناقض القضایا ینافي ما تقرر: أن قواعد الفن یجب أن تكون