المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصْلٌ التَّصَوُّر(١) قِسْمَان: أحَدهُمَا: بَدِیْهِيّ، أيْ: حَاصِل بِلانَظْر وَكَسْب، كَتَصَوُّرِنا اَلْحَرَارَةَ وَالْبُرُوْدَةَ، وَیُقَالُ لَه ’’اَلضَّرُوْرِيُّ‘‘ أیْضاً. وَثَانِیْهِمَا نَظَرِيّ، أيْ: یَحْتَاج فِيْ حُصُوْلِه إِلَی الْفِكْر وَالنَّظْر، كَتَصَوُّرِنَا الْجِنَّ وَالْمَلاَئِكَة؛ فَإِنَّا مُحْتَاجُوْنَ(٢) فِيْ أمْثَال هٰذِه التَّصَوُّرَات إِلیٰ تَجَشُّم علیٰ مذهب الحكماء، ومركب علیٰ رأي الإمام؛ وثانیها: أن تصَوُّر الطرفین والنسبة شرط للتصدیق خارج عنه علیٰ قولهم، وشطره أي: جزؤه الداخل فیه علیٰ قوله؛ وثالثها: أن الحكم نفس التصدیق علیٰ زعمهم، وجزؤه الداخل علیٰ زعمه. (قطبي)مرقات فصل في التصوُّر والتصدیق (١-١)قَولهٗ: (التصَوُّر قسمان) حاصل كلام المصنفؒ أن التصَوُّر قسمان: بدیهي ونظري، أي: بعض التصَوُّرات بدیهي، وبعضها نظري، وكذا التصدیقات؛ فإن بعضها بدیهي وبعضها نظري، ولیس كل واحد من التصَوُّر والتصدیق بدیهیاً ولا نظریاً؛ لأنه لو كان الكل من كل منهما بدیهیاً لما احتجنا في تحصیل شيء من العلوم إلی نظر وفكر، ولو كان الكل نظریاً لزم الدَور أو التسلسل، وهما مُحالان. (المرآت) (١-٢) قَولهٗ: (التصَوُّر قسمان)التصَوُّر والتصدیق ینقسم الیٰ قسمین: الضروري والنظري. الضروري: -أي البدیهي- هو الذي یدركه الإنسان العاقل بفطرته وبدیهته دون إعمال فكر أو نظر. النظري: هو ما یحتاج إلیٰ إعمال فكر وعقل، وبحث وبذل جهد. أما الضروري: فحكمه: أنه لا یصح أن یطلب تعریفه إن كان مفرداً -أي: في التصَوُّرات- مثل كلمة شجر والشمس والقمر؛ وكذٰلك لا یصح أن یطلب الدلیل علیه إن كان قضیة خبریة -أي: في التصدیقات- مثل: الشمس تطلع نهاراً. وأما النظري: فقد یستعمل الإنسان مقدمات كي یصل إلیٰ معنی الشيء وتعریفه إن كان تصَوُّراً، أو یصل إلی السبیل علی صدقه أو كذبه إن كان تصدیقیَّا. (المنطق القدیم: ۳۲) ملخصاً. محمد إلیاس (٢)قَولهٗ: (فإنا محتاجون) إنما احتاج إلی هٰذا التنبیه؛ لأن الإمام الرازي ذهب إلی بداهة جمیع التصَوُّرات، فعنده انقسام التصَوُّر إلی البدیهي والنظري في حیز الخفاء. (المرآت)