المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَالاِسْتِقْرَاء لاَیُفِیْدُ الْیَقِیْن، وَإِنَّمَا یُحَصِّل الظَّنّ الْغَالِب، لِجَوَاز أنْ لاَّیَكُوْن جَمِیْع أفْرَاد هٰذَا الْكُلِّي بِهٰذِهِ الْحَالَة، كَمَا یُقَال: إِنَّ التِّمْسَاح لَیْسَ عَلیٰ هٰذِهِ الصِّفَة؛ بَلْ یُحَرِّك فَكَّه الْأعْلیٰ.فَصْلٌ (١) اَلتَّمْثِیْل(٢): وَهُوَ إِثْبَات حُكْم فِيْ جُزْئِي لِوُجُوْده فِيْ جُزْئِي اٰخَرَ لِمَعنیً فَصلٌ في التمثیل والاحتیاج إلیه (١) قولهٗ: (فصل التمثیل) اعلم! أن قِیَاس التمثیل لیس خاصا بالمناطقة، بل یشترك فیه الفقهاءوالمتكلمون، فالمناطقة یسمونه ’’التمثیل‘‘ أو ’’قِیَاس التمثیل‘‘، والفقهاء یسمونه ’’القِیَاس‘‘ فقط؛ والمتكلمون یسمونه ’’قِیَاس الغائب علی الشاهد‘‘ أو ’’الاستدلال بالشاهد علی الغائب‘‘.(المنطق القدیم: ۲۶۶) ملخصا وكقول القائل : النبیذ مسكر فهو حرام كالخمر؛ وأركان قِیَاس التمثیل أربعة: (۱) الأصل -وهو المقیس علیه، أي: الخمر-، (۲) الفرع -وهو المقیس أي: النبیذ-، (۳) الحكم -وهو المنقول من الأصل إلی الفرع، وهي الحرمة-، (۴) علة الحكم، وهي الجامع بین المقیس والمقیس علیه، وهي الاسكار. (المنطق القدیم: ۲۶۷) ملخصا وذٰلك مثل الاسكار في تحریم الخمر أو النبیذ متی وجد الإسكار وجد الحكم بالتحریم؛ وأما مثال انعدام المعلول -أي: الحرمة- مع انعدام العلة -أي: الإسكار- ففي الماء العذب من میاه الأنهار العیون وغیرها. (المنطق القدیم: ۲۶۸) (٢) قَولهٗ: (التمثیل إلخ) اعلم! أن التمثیل یسمّٰی في عرف الفقهاء ’’قِیَاساً‘‘، ویسمون المقیس علیه ’’أصلاً‘‘، والمقیسَ ’’فرعاً‘‘، والمعنی الجامع المشترك ’’علة‘‘؛ والمتكلمون یسمونه ’’استدلالا بالشاهد علَی الغائب‘‘، فالفرع غائب والأصل شاهد؛ ففي قولهم: السماء حادث؛ لأنه متشكل كالبیت، فالبیت ’’شاهد‘‘، والسماء ’’غائب‘‘، والمتشكل ’’معنی جامع‘‘، والحادث ’’حكم‘‘. ولابد في التمثیل من هٰذه الأربعة، والفقهاء لایخالفونهم إلا في الاصطلاحات. (مرآت) الملحوظة: قال المنطقیون: التمثیل حجة ظنیة، وأفرط رئیسهم أبو علي بن سینا، فقال: هو حجة ضعیفة؛ والحق أن المقدمات إن كانت یقینیة أفادت الیقین، سواء كان قیاسا أو تمثیلا، وإن كانت المقدمات ظنیة أفادت الظن. (تسهیل المنطق)