المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصلٌ وَقَدْ یُذْكَرُ الْجِهَة(١) فِي الْقَضِیَّة، فَیُسَمّٰی ’’مُوَجَّهَة‘‘ وَ’’رُبَاعِیَّة‘‘(٢) أیْضاً. وَالْمُوَجَّهَات خَمْسَةَ عَشَرَ(٣): ثَمَانِیَة مِنْهَا بَسِیْطَة(٤)، وَسَبْعَة مِنْهَا مُرَكَّبَة. فَصلٌ في الموجهات البسیطة (١) قَولهٗ: (وقد یذكر الجهة في القضیة إلخ) اعلم! أن كل نسبة بین الموضوع والمحمول لایخلو في نفس الأمر إما [۱] أن تكون ضروریة التحقُّق فهي ’’واجبة‘‘، أي: وجودها ضروري وواجب، [۲] أو ضروریة العدم فهي ’’ممتنعة‘‘، أي: وجودها ممتنع وعدمها ضروري، [۳] أو لم تكن ضروریة التحقق واللاتحقق فهي ’’ممكنة‘‘، أي: وجودها وعدمها غیر ضروري؛ فكل نسبة لایخلو في نفس الأمر عن تلك الكیفیات الثلٰث.(المرآت) الملحوظة: اعلم! أن نسبة المحمول إلی الموضوع إیجابیة كانت أو سلبیة لا بد لها من كیفیة في الخارج ونفس الأمر كالضرورة والدوام أو اللاضرورة واللادوام، وتسمی تلك الكیفیة اصطلاحاً ’’مادة القضیة‘‘ ویسمی اللفظ الدال علی الكیفیة جهة القضیة وتسمّٰی القضیة نفسها اصطلاحاً: موجهة ورباعیة. ومتی خالفت الجهةُ المادةَ كانت القضیة كاذبة لكون الحكم فیها غیر مطابق للواقع، كأن یكون اللفظ الدال علی الجهة اللاضرورة، والكیفیة الثابتة في الواقع هي الضرورة، نحو: كل إنسان حیوان باللاضرورة.محمد إلیاس (٢) قوله: (رباعیة) أي: القضیة التي فیها هٰذه الجهة یقال لها رباعیة أیضاًَ؛ لأنها مشتملة علی أربعة أجزاء، ورابعها الجهة. واعلم! أن أقل مراتب القضیة أ ن تكون ثنائیة یقتصر فیها علی ذكر الموضوع والمحمول، ثم یصرح بالرابطة فتصیر ثلاثیة، ثم یقترن بها الجهة فتصیر رباعیة. (ضیاء العلوم: ۱۴۹) (٣) قَولهٗ: (خمسة عشر إلخ) لایخفی أن المعدود هٰهنا مؤنث وهي قضیة، فكان یجب تجرید خمسة من التاء؛ لأنها تجري علی خلاف القِیَاس، ویجب إلحاق التاء لعشرة؛ لأنها عند التركیب تجري علی القِیَاس. وقد یوجه إلحاق التاء بخمسة هٰهنا: بأن المعدود -أي: التمیز- محذوف، ومحل مخالفة القِیَاس إذا ذكر المعدود.(المرآت) (٤) قَولهٗ: (بسیطة إلخ) وهي التي حقیقتها إیجاب فقط أو سلب فقط، وقَولهٗ: مركبة هي التي حقیقتها تركبت من إیجاب وسلب معاً.(المرآت)