المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصْلٌ في أسْبابِ الغَلَط اعلَمْ! أنَّ أسْبَاب الْغَلَط مَعَ كَثْرَتِهَا رَاجِعَة إِلیٰ أمْرَیْن: أحَدُهُمَا سُوْءُ الْفَهْم فَقَطْ، وَثَانِیْهِمَا: اشتِبَاه الْكَوَاذِب بِالصَّوَادِق. وَالْأوَّل إِنَّمَا یَكُوْنُ بِسَبَب انْغِمَاس النَّفْس(١)فِيْ ظُلُمَات الْوَهْم، حَتّٰی یَسْتَیْقِن الْكَوَاذِب صَادِقَة؛ بَلْ ضَرُوْرِیَّة، نَحْو:’’كُلُّ مَالَیْسَ بِمُبْصر لَیْس بِجِسْم، فَالْهَوَاء لَیْس بِجِسْم‘‘(٢). وَأمَّا الثَّانِيْ فَفِیْهِ تَفْصِیْل عَلیٰ مَا سَیَأْتِيْ. وقالَ بَعْض الْمُحَقِّقِیْن: تَرْجِع إِلیٰ أمْر وَاحِد(٣)، وَهُوَ: عَدَم التَّمَیِیْز بَیْنَ الشَّيْء وَشِبْهِه فَقَطْ.فَصْلٌ عَدَم التَّمْیِیْز بَیْنَ الشَّيْء عَدَم التَّمْیِیْز بَیْنَ الشَّيْء وَشِبْهِهٖ یَنْقَسِم: إِلیٰ مَایَتَعَلَّق بِالْألْفَاظ، وَإِلیٰ مَایَتَعَلَّق بِالْمَعَانِيْ. القِسْم الْأوَّل -أعْنِيْ: مَایَتَعَلَّق بِالْألْفَاظ- قِسْمَان: فُصولٌ في الأغالیط (١) قَولهٗ: (بسبب انغماس النفس إلخ) قال عمدة الأذكیاء مولانا بحر العلوم في شرح ’’سلم العلوم‘‘: والسبب في ذٰلك انغماس النفس في الظلمة المادیة، واستیلاء الوهم علی العقل وتسخیره إیاه، حتی یظن بل یتیقن الكواذب ضروریة؛ فتارة یظن قضیة كاذبة أولیة، فیستنتج منها نتیجة، وربما یظنها متواترة.(مرآت بحذف) (٢) قَولهٗ: (فالهواء) الهواء لیس بمبصر، وكل ما لیس بمبصر فهو لیس بجسم؛ فالهواء لیس بجسم. (٣) قولهٗ: (إلیٰ أمر واحد) فإن الغلط سواء كان من جهة الفهم أو من جهة الموادّ یرجع إلیٰ أمر واحد، وهو عدم التمییز بین الشيء وشبهه. (باء بزیادة)