المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
’’كُلَّمَا لَمْ یَكُنْ ذٰلِكَ الشَّيْء ثَابِتا كَانَ الْمُدَّعیٰ ثَابِتًا‘‘ وَهُوَ حَقٌّ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ(١)بِتَقْرِیْر اٰخَرَ:إِنَّ عَكْس تِلْكَ الشَّرْطِیَّة ’’لَوْلَمْ یَكُنْ شَيْء مِنَ الْأشْیَاء ثَابِتا‘‘ فِيْ ضِمْن نَقِیْض الْمُدَّعیٰ ’’كَانَ الْمُدَّعیٰ ثَابِتا‘‘(٢). وَمِنْ مُجِیْب یُجِیْبُ(٣): بِأنَّ الْمُقَدَّم فِي الْعَكْس مُحَال(٤)، وَالْمُحَال جَازَ أنْ یَسْتَلْزِم نَقِیْضهٗ. فَلاَخُلْفَ!. وَقَدْ وَقَعَ الإطْنَاب فِيْ تَفْصِیْل هٰذَا الْبَاب؛ لِمَا أنَّ الرَّسَائِل الْمُدَوَّنَة فِيْ هٰذَا الْفَنّ -الَّتِيْ جَرَتْ فِيْ زَمَانِي هٰذَا عَادَةُ قراءتِهَا- خَالِیَةٌ عَنْ تَفْصِیْل بَاب الْمُغَالَطَة، فَرَأیْتُ أنْ أوَشِّح بِذِكْرهٖ رِسَالَتِي هٰذِهٖ؛ لِتَكُوْن نَافِعَة لِلْمُتَعَلِّمِیْن مُفِیْدَة لِلطَّالِبِیْن.فَصْلٌ وَلاَبُدَّ أنْ یُّعْلَم أنَّهٗ إِذَا كَانَ إِحْدٰی مُقَدَّمَتَيِ الْقِیَاس غَیْرَ بُرْهَانِیَّة؛ بَلْ كَانَتْ جَدَلِیَّة، أوْ خَطَابِیَّة، أوْ شِعْرِیَّة، أوْ غَیْرَهَا؛ كَانَ الْقِیَاس أیْضاً غَیْرَ بُرْهَانِيّ، وَكَذَا الْكَلاَم فِي الْقِیَاس الْجَدَلِیّ وَنَظَائِرهٖ. وَبِالْجُمْلَة الْمُؤَلَّف مِنَ (١) قولهٗ: (وإن شئت قلتَ) فحاصل الجواب الأول: أن المراد في العكس من ’’الشيء‘‘ هو نقیض المدَّعی المراد في النتیجة؛ وحاصل الجواب الثاني: أن المراد بـ’’الشيء‘‘ في العكس هو العام في ضمن الخاص. (محمد إلیاس) (٢) قولهٗ: (لو لم یكن إلخ) فمعنی ’’لو لم یكن شيء من الأشیاء ثابتا كان المدَّعی ثابتا‘‘: ’’لو لم یكن نقیض المدعیٰ ثابتا كان المدَّعی ثابتا‘‘. (٣) قَولهٗ: (ومن مجیب یجیب إلخ) یعني إنا لانسلم بطلان عكس النقیض، وهو قولنا: ’’كلما لم یكن شيء من الأشیاء ثابتاً كان المدعی ثابتا‘‘؛ لأن المقدم فیه محال، والمحال جاز أن یستلزم محالا آخر.(مرآت) (٤) قولهٗ: (محال) لأن ’’الشيء‘‘ یشتمل الواجب أیضاً، وعدمه محال!.محمد إلیاس