المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
الْحَیَوَان إِلَی النَّاطِق وَغَیْر النَّاطِق، كَذٰلِكَ یُقَسِّم الْجِسْم الْمُطْلَق إِلَیْهِمَا؛ وَلَیْسَ كُلّ مُقَسِّم لِلْعَالِيْ(١) مُقَسِّما لِلسَّافِل، فَإِنَّ الْحَسَّاس -مَثَلاً- یُقَسِّم الْجِسْم النَّامِيَ إِلَی الْجِسْمِ النَّامِيْ الْحَسَّاس وَإِلَی الْجِسْم النَّامِيْ الْغَیْر الْحَسَّاس، وَلَیْس یُقَسِّم الْحَیَوَان إِلَیْهِمَا؛ فَإِنَّ كُلّ حَیَوَان حَسَّاس، وَلاَیُوْجَد حَیَوَان غَیْر حَسَّاس.فَصْلٌ الكُلِّيّ الرَّابِع: الخَاصَّة(٢)، وَهُوَ: كُلِّيّ(٣)خَارِج عَنْ حَقِیْقَة الْأفْرَاد، (٣) قَولهٗ: (كل فصل مقسم للسافل إلخ) أي: كل فصل یصیر الجنس السافل قسمین یصیر الجنس العالي أیضا قسمین؛ لأن السافل قسم العالي، ومُقسِّم القسمِ مقَسِّمٌ للمقْسَم، كالناطق فانه كما یقسِّم الحیوان یقسم الجسم النامي أیضا، وكالمتحرك بالإرادة فإنهٗ مقوم للحیوان لدخوله في قوام الحیوان فهو مقوم للإنسان أیضا؛ وهو مقسم للجسم النامي إلَی الجسم النامي المتحرك بالإرادة والجسم النامي غیر المتحرك بالإرادة، فهو مقسم للجسم المطلق أیضاً. (ضیاء ملخصا: ۷۵) (١) قوله: (ولیس كلّ مقسم للعالي) ؛لأن فصل السافل مقسِّم للعالي وهو لا یقسِّم السافل بل یقوِّمه. فَصلٌ في الخاصّة (٢) قَولهٗ: (الرابع الخاصة إلخ) والأحسن فیه أن یقال: كلي مقول علی كثیرین متفقین أو مختلفین في الحقیقة یقال في جواب أي شيء هو في عرضه، كتعریف الإنسان بأنه ضاحك، متعجب،كاتب -في خاصة النوع-، وكتعریف الحیوان بأنه: نامٍ متنفس، أو نامٍ یتزاوج وینسل في خاصة الجنس. (المنطق القدیم: ۸۳) بتغییر واعلم! أن الخاصة علیٰ قسمین: خاصة النوع، وخاصة الجنس. خاصة النوع: وذٰلك إذا كانت الخاصة خاصةَ نوع حقیقي كالإنسان؛ فإن هٰذه الخاصة تمیِّز الإنسان عما یشاركه في جنسه القریب، وذٰلك مثل: ضاحك ومتعجِّب وباكٍ وكاتب. خاصة الجنس: وذٰلك إذا كانت الخاصة لیس خاصة نوع؛ ولٰكنها خاصة جنس بمعنیٰ أنها تمیِّز جنسا عما یشاركه في جنسه الأعلیٰ (أي: البعید) منه، فإذا عرَّفنا الحیوان بأنه نامٍ متنفسٌ، أو نامٍ یمشي، أو نامٍ یتزاوج ویُنسِل فإن هٰذه الخواصّ -التنفُّس والمشيَ والتزوُّج والانسال- كلها خاصة بجنس الحیوان، وقد میَّزتْه عما یشاركه في جنسه الأعلیٰ منه، مثل: النبات؛ فإن النبات