المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصلٌ وَلَعَلَّكَ عَلِمْتَ - مِمَّا تَلَوْنَا عَلَیْكَ فِي بَیَان الْحَاجَة- حَدَّ الْمَنْطِق وَتَعْرِیفهٗ(١)، مِنْ: أنَّه عِلْم بِقَوَانِیْن تَعْصِم مُرَاعَاتهَا(٢)الذِّهْن عَنِ الْخَطَأ فِی الْفِكْر(٣).فَصْلٌ مَوْضُوْع كُلّ عِلْم: مَا یُبْحَث فِیْه عَنْ عَوَارِضِه(٤)الذَّاتِیَّة لَهٗ، كَبَدَن (١)قوله: (حدّ المنطق وتعریفه) اعلم! أن العلوم تعرف من جانبین: الأول جانب فائدتها والثمرة التي تعود علی الدارس من دراستها، والثاني: جانب الموضوعات التي یتناولها العلم ویقوم علیها؛ فالعلم إذن یعرف إما بفائدته وإما بموضوعه، وذٰلك مثل علم النحو یعرف بفائدته، فیقال: ’’قانون تعصم مراعاته اللسان عن الخطأ في التعبیر‘‘، ویعرف بالموضوعات التي یدرسها، فیقال: ’’علم یبحث في أواخر الكلمات العربیة من حیث ما یطرأ علیها من حركات‘‘. كذلك علم المنطق یعرف بفائدته تارةً، ویعرف بموضوعاته تارةً؛ أما تعریف بفائدته، فیقال فیه: ’’المنطق قانون تعصم مراعاته الذهن عن الخطأ في التفكیر‘‘؛ وأما تعریفه بالموضوعات، فیقال فیه: ’’هو علم یبحث فیه عن المعلومات التصَوُّریة والتصدیقیة من حیث إنها توصل لمجهول تصَوُّري أو تصدیقي‘‘. الملاحظة: أن التعریف الأول هو بالفائدة، وفائدة العلم خارجة عنه وإن كانت لازمة له، ولهٰذا یقال: ’’إنه تعریف بالرسم‘‘؛ والتعریف الثاني هو بالذاتیات أي: یجوهره الذي یتركب منه، ولهٰذا یقال: ’’إنهٗ تعریف بالحد‘‘.(المنطق القدیم: ۲۶) ملخصا. إلیاس (٢) قَولهٗ: (مراعاتها) إنما قال: ’’تعصم مراعاتها الذهن‘‘؛ لأن المنطق لیس نفسه یعصم الذهن عن الخطأ؛ وإلا لم یعرض للمنطقي خطأ أصلا، ولیس كذٰلك؛ فإنه ربما یخطیٔ لإهمال الآلة؛ فعلم أن العاصم مراعاة المنطق، لانفس المنطق.(المرآت) (٣) قَولهٗ: (في الفكر) هٰذا القید یخرج العلوم القانونیة التي لاتعصم مراعاتها الذهن عن الضلال في الفكر؛ بل في المقال كالعلوم العربیة، مثل: النحو والمعاني والبیان.(المرآت)