المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصْلٌ في القضایا(١) القَضِیَّة قَوْل(٢)یَحْتَمِل الصِّدْق وَالْكِذْب(٣)، وَقِیْل(٤): هُوَ قَوْل یُقَال لِقَائِله: إِنَّه صَادِق فِیْه أوْ كَاذِب؛ وَهِيَ قِسْمَان(٥): حَمْلِیَّة وَشَرْطِیَّة. فُصولٌ في القَضایَا الحَملِیَّة والشرطِیةِ (١) قَولهٗ: (فصل في القضایا إلخ) لما فرغ عن مباحث ’’القول الشارح‘‘ شرع في مباحث الحجة؛ ولٰكن لما كانت لها مباد یتوقف معرفتها علی معرفة تلك المبادي -وهي القضایا وأحكامها-، قدم الكلام في ذكرها، فقال: ’’فصل في القضایا‘‘ إلخ.(المرآت) (٢) قَولهٗ: (القضیة قول إلخ) اعلم! أن القضیة تطلق تارة علی ’’الملفوظة‘‘، وتارة علی ’’المعقولة‘‘، إما: بالاشتراك، أوحقیقة في المعقول ومجازاً في الملفوظة؛ والثاني أولیٰ؛ لأن المعتبر عندهم هو القضیة المعقولة، وإطلاق القضیة علی الملفوظة تسمیة الدال باسم المدلول. وكذا لفظ ’’القول‘‘ یطلق علی الملفوظ والمعقول، فـ’’القول الملفوظ‘‘ جنس للقضیة الملفوظة، و’’القول المعقول‘‘ جنس للقضیة المعقولة.(المرآت) (٣) قولهٗ: (القضیة قول یحتمل الصدق والكذب) وزاد بعضهم قیداًَ ثانیاًَ -وهو ’’لذاته‘‘- لإخراج أمرین: القائل والواقع؛ فالقائل منهما كان مقطوعا بصدقه فإنه یظل محتملا للصدق والخبر، كما لوأخبَرَنا من لایكذب أبداًَ بأن محمدا قد نجح في الامتحان، فإنهٗ یحتمل الصدق والكذب بالنظر إلی ذات الخبر وإن كان صادقا بالنظر إلی قائله؛ وكذٰلك یخرج بهٰذا القید ’’لذاته‘‘ الواقع، فلو أن الخبر مقطوع بصدقه من حیث الحق والواقع؛ لٰكن الخبر بالنظر إلی ذاته یحتمل الصدق والكذب، نحو: محمد رسول اللّٰه؛ فهٰذه قضیة تشتمل علی خبر مقطوع بصدقه في الواقع ونفس الأمر، ولیس ثمة ذرة شك في صدقه بالنظر إلی القائل والواقع؛ لٰكنه یحتمل الصدق والكذب لذاته من وجهة نظر المنطقیین الذین یرفضون النظر إلی أي اعتبار سوی الخبر في ذاته. (المنطق القدیم: ۱۴۲) (٤) قَولهٗ: (وقیل إلخ) هٰذا التعریف باعتبار أن الصدق والكذب وصفان للمتكلم، والأول باعتبار أنهما وصفان للقضیة. (٥) قَولهٗ: (وهي قسمان إلخ) اعلم! أن القضیة علی قسمین؛ لأنها إن لم یوجد في شيء من طرفیها الدلالة علی النسبة التامة فهي ’’حملیة‘‘، كقولك الإنسان حیوان؛ وإن وجدت فإما: أن توجد في أحد الطرفین أو في كلیهما؛ فإن وجدت في أحد الطرفین فهي أیضاً ’’حملیة‘‘، كقولنا: زید أبوه قائم؛ وإن وجدت في كلیهما فإما: أن تكون ملحوظة إجمالاً أو تفصیلاً؛ فإن كانت ملحوظة