المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَإمَّا بِجَمْع الْمُنْفَصِل نَحْوُ: ’’زَیْد طَبِیْب وَ مَاهِر‘‘(١) صَدَقَ، وَإِنْ جُمِعَ وَقِیْلَ: ’’طَبِیْب مَاهِر‘‘ كَذَبَ.فَصْلٌ في الأغالیط(٢) التي تقَع بسبب المعْنیٰ وَهٰذَا أیْضًا أقْسَام لِأنَّهَا إِمَّا مِنْ جِهَة الْمَادَّة أوْ مِنْ جِهَة الصُّوْرَة؛ أمَّا الَّتِيْ مِنْ جِهَة الْمَادَّة كَمَا یَكُوْن بِحَیْثُ إِذَا رُتِّبَ الْمَعَانِيْ فِیْه عَلیٰ وَجْه یَكُوْن صَادِقًا لَمْ یَكُنْ قِیَاسًا، وَإِذَا رُتِّبَ عَلیٰ وَجْه یَكُوْن قِیَاسًا لَمْ یَكُنْ صَادِقا، كَقَوْلِكَ: ’’الإِنْسَان نَاطِق مِنْ حَیْثُ هُوَ نَاطِق، وَلاَشَيْء مِنَ النَّاطِق مِنْ حَیْث هُوَ نَاطِق بِحَیَوَان؛ فَلاَشَيْء مِنَ الإنْسَان بِحَیَوَان‘‘، إِذْ مَعَ اعتِبَار قَیْدِ(٣) ’’من حَیْثُ هُوَ نَاطِق‘‘ یَكْذِب الصُّۜغْریٰ، وَ مَعَ (١) قوله: (زید طبیب وماهر) أي: وماهر أیضاً في فنّ آخرغیر الطبّ -وهما وصفان منفصلان-، فلو قیل: ’’زیدٌ طبیبٌ ماهرٌ‘‘ فهو خلاف المقصود؛ لأن معناه حینئذٍ: أن مهارته في الطب لافي فنّ آخر، وهو غیر المراد.(محمد إلیاس) مایتعلق بالمعاني من الأغالیط (٢) قَولهٗ: (الأغالیط ) جمع أغْلُوْطَة، بمعنی ما یغلط به، كالأعجوبة والأضحوكة.(مرآت) (٣) قَولهٗ: (مع اعتبار قید من حیث هو) یعني إذا أثبت قید ’’من حیث هو ناطق‘‘ في المقدمتین أعني: الصغریٰ والكبریٰ، فهو یقتضي كذب الصغریٰ؛ لأن الناطق ذاتي للإنسان، وثبوت الذاتیات للذات لایكون بعلة، لِما یلزم معلولیة الذاتیات، وهو باطل؛ وإن حذف القید من المقدمتین فهو یقتضي كذب الكبریٰ؛ لأن الناطق فصل للإنسان، والحیوان جنس؛ وسلب جنس ماهیة عن فصلها لایصح؛ وإن حذف من الصغریٰ وأثبت في الكبریٰ لیكونا صادقتین اختلت صورة القیاس لعدم اشتراك الحد الأوسط؛ لأن الأوسط الذي في الصغریٰ غیر محیّث، وفي الكبریٰ محیثاً؛ فلا یتعدیٰ حكم الأصغر إلی الأكبر، فلا تحصل النتیجة. (مرآت) ومثل هٰذا قولهم: ’’الغَلْط (بسكون اللام) غلَطٌ، (بفتح اللام)، والغلَط صحیح‘‘؛ فإن أخذ موضوع الكبریٰ لفظ الغَلَط صدقت الكبریٰ؛ لٰكن اختلت صورة القِیَاس لعدم تكرار الحد الأوسط؛ لأن الشكل شكل أول والأوسط في الصغریٰ -أي: الغَلَط الثاني- بمعنی ما صدق علیه الغلط؛ وإن