المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَاللاَّزِم: مَایَمْتَنِعُ اِنْفِكَاكه عَنِ الشَّيْء، إِمَّا بِالنَّظْر إِلَی الْمَاهِیَّة، كَالزَّوْجِیَّة(١)للِأرْبَعَة، وَالْفَرْدِیَّةِ لِلثَّلاثَة؛ فَإِنَّ انفِكَاكَ الزَّوْجِیَّة عَنِ الْأرْبَعَة وَالْفَرْدِیَّة عَنِ الثَّلاثَة مُسْتَحِیْل؛ وَإِمَّا بِالنَّظْرِ إِلیَ الْوُجُوْد، كَـ’’السَّوَاد‘‘ لِلْحَبَشِيّ(٢)؛ فَإِنَّ انفِكَاك السَّوَاد عَنْ وُجُوْد الْحَبَشِيّ مُسْتَحِیْل، لاَ عَنْ مَاهِیَّته؛ لِأنَّ مَاهِیَّته الإِنْسَان، وَظَاهِر أنَّ السَّوَاد لَیْسَ بِلاَزِم لِلإِنْسَان. وَالْعَرْض الْمُفَارِق مَا لَمْ یَمْتَنِعْ انْفِكَاكه عَنِ الْمَلْزُوْم، كَالْكِتَابَة بِالْفِعْل لِلإِنْسَان، وَالْمَشْي بِالْفِعْل لَهٗ.فَصْلٌ وَالْعَرض اللاَّزِم قِسْمَان: الأوَّل: مَا یَلْزَمُ(٣) تَصَوُّره مِنْ تَصَوُّر الْمَلْزُوْم، كَالْبَصَر لِلْعَمیٰ، دائم الثبوت للمعروض أو لایدوم بل یزول، والزائل إما: أن یكون زائلاً بسرعة أو ببطو؛ واللازم إما لازم الوجود كالبیاض للرومي أو للماهیة كالزوجیة للأربعة. هٰذا خلاصة ما قال في الفصول الثلاثة.(المرآت) (١) قَولهٗ: (كالزوجیة إلخ) فإنه متٰی تحققت ماهیة الأربعة امتنع انفكاك الزوجیة عنها، وكذٰلك متٰی تحققت ماهیة الثلاثة امتنع عنها انفكاك الفردیة.(المرآت) (٢) قَولهٗ: (كالسواد للحبشي إلخ) لایقال: السواد لیس بلازم للحبشي بحسب الوجود الخارجي لجواز زوال سواده بعارضة البرص؛ لأنا نقول: المراد بالحبشي لیس ما یكون أسود؛ بل ’’ما یمتزج بالمزاج الصنفي المخصوص‘‘، فیخرج عنه ما لیس له ذٰلك المزاج المخصوص؛ والمراد بكونه أسود ’’كونه أسود بطبیعة‘‘، والتخلف لداء لاینافیه، مع أن المریض لم یبق علی ذٰلك المزاج المخصوص.(المرآت) (٣) قَولهٗ: (الأول ما یلزم إلخ) هٰذا هو اللازم البین ویقال له ’’اللازم البین بالمعنی الأخص‘‘، والثاني أي: ما یلزم من تصَوُّر الملزوم واللازم الجزم باللزوم یقال له ’’اللازم البین بالمعنی الأعم‘‘؛ ولم یذكر المؤلف ’’اللازم الغیر البین بالمعنی الأخص‘‘. (مرآة بزیادة)