المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَمِنْهَا: المُنْتَشِرَة، وَهِيَ: المُنْتَشِرَة الْمُطْلَقَة الْمُقَیَّدَة بِاللاَّدَوَام بِحَسَبِ الذَّات، مِثَالهَا: بِالضَّرُوْرَةِ كُلُّ إِنْسَان مُتَنَفِّس فِيْ وَقْتٍ مَّا، لاَدَائِماً؛ وَبِالضَّرُوْرَة لاَشَيْءَ مِنَ الإنْسَان بِمُتَنَفِّس وَقْتاً مَّا، لاَدَائِماً. وَمِنْهَا:المُمْكِنَة الْخَاصَّة(١)، وَهِيَ: الَّتِيْ حُكِمَ فِیْهَا بِارْتِفَاع الضَّرُوْرَة الْمُطْلَقَة عَنْ جَانِبَيِ الْوُجُوْد وَالْعَدَم جَمِیْعاً، كَقَوْلكَ: بِالإِمْكَان الْخَاصّ كُلّ إِنْسَان ضَاحِك، وَبِالإِمْكَان الْخَاصّ لاَشَيْءَ مِنَ الإنْسَان بِضَاحِك.فَصلٌ ’’اَللاَّدَوَام‘‘ إِشَارَة(٢)إِلیٰ مُطْلَقَة عَامَّة، وَ’’اللاَّضَرُوْرَة‘‘ إِشَارَة إِلیٰ مُمْكِنَة عَامَّة؛ فَإِذَا قُلْتَ: كُلُّ إِنْسَان مُتَعَجِّب بِالْفِعْل لاَدَائِماً، فَكَأنَّكَ قُلْتَ: كُلُّ إِنْسَان مُتَعَجِّب بِالْفِعْل، وَلاَشَيْءَ مِنَ الإنْسَان بِمُتَعَجِّب (١) قَولهٗ: (ومنها الممكنة الخاصة إلخ) فالممكنة الخاصة سواء كانت موجبة أو سالبة تركیبهما من الممكنتین العامتین: إحدٰهما موجبة والأخرٰی سالبة، فلافرق بین موجبتها وسالبتها في المعنی، لأن معناها رفع الضرورة من الطرفین بل في اللفظ، حتّٰی إذا عبرت بعبارة إیجابیة كانت موجبة، وإن عبرت بعبارة سلبیة كانت سالبة. كذا قال العلامة الرازي. واعلم! أنك إذا عرفت تعریف الموجهات وأن المنظور فیها مایحكم به ظاهر مفهوماتها، فلایشكل علیك استخراج النسب بینهما لو تأملت.(المرآت) (٢) قَولهٗ: (اللادوام إشارة إلخ) إنما قال: ’’اللادوام‘‘ إشارة إلی ’’مطلقة عامة‘‘، ولم یقل: ’’معناه المطلقة العامة‘‘؛ لأن المعنی إذا أطلق یراد به المفهوم المطابقي ولیس مفهومه المطابقي المطلقة العامة؛ فإن لادوام الإیجاب مثلاً مفهومه الصریح: رفع دوام الإیجاب، وإطلاق السلب لیس هو نفس رفع دوام الإیجاب بل لازمه، فهو معناها الالتزامي. وأما ’’اللاضرورة‘‘ فمعناه الصریح: الإمكان العام؛ لأن لاضرورة الإیجاب مثلاً هو سلب ضرورة الإیجاب، وهو عین إمكان السلب فلما كان إحدی القضیتین عین معنی إحدی العبارتین والأخرٰی لیست بمعنی الأخرٰی بل من لوازمها، استعمل عبارة الإشارة لتكون مشتركة بینهما.(المرآت)