المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَهٰذِه سِتّ(١) دَلاَلاَت، وَالْمَنْطِقِيّ إِنَّمَا یَبْحَث عَنِ الدَّلاَلَة اللَّفْظِیَّة الْوَضْعِیَّة؛ لِأنَّ الإفَادَة لِلْغَیْر وَالاِسْتِفَادَة مِنَ الْغَیْر إِنَّما یَتَیَسَّر بِهَا بِسُهُوْلَة(٢)، بِخِلاَف غَیْرهَا؛ فَإِنَّ الإفَادَة وَالْاِسْتِفَادَة بِهَا لاَیَخْلُوْ عَنْ صُعُوبَة. هٰذَا(٣).فَصْلٌ وَیَنْبَغِيْ أنْ یُّعْلَم أنَّ الدَّلاَلَة اللَّفْظِیَّة وَیَنْبَغِيْ أنْ یُّعْلَم أنَّ الدَّلاَلَة اللَّفْظِیَّة الْوَضْعِیَّة الَّتِيْ لَهَا الْعِبْرَة فِي الْمُحَاوَرَات(٤) وَالْعُلُوْم عَلیٰ ثَلاثَة أنْحَاء(٥): (١) قَولهٗ: (فهٰذه ست إلخ) الاحتمالات الستة استقرائي لاعقلي، وذهب السید السند إلی أن الأقسام خمسة، وأنكر الطبعي الغیر اللفظي حیث صرح في حاشیته علی شرح المطالع: بـ:’’أن الدلالة الطبعیة هي الألفاظ فقط‘‘، والدلالة العقلیة تعم اللفظ وغیره. وقال المحقق الدواني في حواشي التهذیب: الطبعیة لاتنحصر في اللفظ؛ فإن دلالة الحمرة علی الخجل والصفرة علی الوجل منها؛ ولعل السید -قدس سره - نظر إلی أن الدال في هٰذه الأمثلة أثر للمدلول، فیكون الدلالة فیها عقلیة؛ لأن ’’الدلالة بعلاقة التأثیر عقلیة‘‘ كما قدمنا. والتحقیق أن هٰهنا جهتین: جهة التأثیر وجهة إحداث الطبیعة؛ من جهة الأول عقلیة، ومن جهة الثاني طبعیة.(المرآت) (٢) قَولهٗ: (بسهولة) لأن الدلالة اللفظیة الوضعیة أسهل الدلالات تعلیماً وتعلُّماً، وأما غیرها ففیه صعوبة، ولایكتفي لإظهار ما في ضمیره؛ أما الدلالة الطبعیة وكذا العقلیة فهي غیر كافیة للفهم، وأما الإشارات فأیضاً للدلالة غیر كافیة، وفي الكتابة مشقة عظیمة؛ فاحتیج في التعلم والتعلیم إلی الألفاظ الموضوعة بإزاء ما في ضمائرهم؛ واختص نظر المنطق الدلالة اللفظیة الوضعیة. (المرآت) (٣) قَولهٗ: (هٰذا) أي: خذ هٰذا، وله وجهان: الأول أن یكون ’’هٰذا‘‘ مفعولاً لفعل محذوف، وهو ’’خذ‘‘؛ والثاني أن یكون ’’ها‘‘ اسم فعل بمعنی ’’خُذْ‘‘ و’’ذَا‘‘ اسم إشارة مفعوله؛ والثاني لایساعده رسم الخط.(المرآت) فصلٌ في الدَّلالَة (٤) قَولهٗ: (في المحاورات إلخ) اعلم! أن الدلالة اللفظیة الوضعیة بجمیع أقسامها -أعني: المطابقة والتضمن والالتزام- معتبرة في المحاورات؛ وأما في العلوم فقیل: إن الالتزام مهجور؛ فإنه عقلي؛ والجمهور علی أنه معتبر في العلوم أیضاً؛ وهٰهنا تحقیقات تطلب من مظانها.(المرآت)