المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فِعْل عِنْد النُّحَاة(١)وَلَیْسَ بِكَلِمَة(٢)عِنْدَ الْمَنْطِقِیِّیْن؛ لِأنَّ الْكَلِمَة مِنْ أقْسَام الْمُفْرَد، وَنَحْو ’’أضْرِبُ‘‘ مَثَلاً لَیْس بِمُفْرَد؛ بَلْ هُوَ مُرَكَّب، لِدَلاَلَة جُزْء اللَّفْظ عَلیٰ جُزْء الْمَعْنی؛فَإِن’’الْهَمْزَة‘‘تَدُلُّ عَلیَ الْمُتَكَلِّم، وَ’’ض ر ب‘‘ عَلَی الْمَعْنیَ الْحَدَث.فَصْلٌ(٣) قَدْ یُقَسَّم الْمُفْرَد بِتَقْسِیْم اٰخَر، قَدْ یُقَسَّم الْمُفْرَد بِتَقْسِیْم اٰخَر، وَهُوَ: أنَّ الْمُفْرَد إِمَّا أنْ یَّكُوْن مَعْنَاه -عند النحاة- أعم منه عند المنطقیین؛ فإن النحاة یسمون الكلماتِ المؤلفة مع الضمائر أفعالاً كقولنا: أمشي. (المرآت) (١) قَولهٗ: (عند النحاة) الأصل فیه: أن النحاة یبحثون بالألفاظ أصلا وبالمعاني تبعاً، والمناطقة إنما یبحثون بالمعاني أصلا وبالألفاظ تبعا. (محمد الیاس) (٢) قَولهٗ: (لیس بكلمة إلخ) لأن نظر المنطقیین لما كان قصداً إلی المعنیٰ لا إلی اللفظ، وصیغة المتكلم والمخاطب معناه معنی القضیة لاحتمال الصدق والكذب، والقضیة مركبة من الموضوع والمحمول والنسبة في المعنی، وفي اللفظ أیضاً دلالة جزء المعنی؛ فإن التاء التي في ’’تضرب‘‘ تدل علی الفاعل المخاطب، والألف والنون في ’’أضرب ونضرب‘‘ علَی المتكلم، والباقي علی الحدث؛ فلذا عدّوهما من المركبات التامة الخبریة، وأخرجوها عن الكلمة؛ بخلاف ’’یَضْرِب‘‘؛ فإنه كلمة عند المنطقیین والعرب كلیهما؛ إذ لایفهم منه معنی المركب والقضیةِ ما لم یصرح بالفاعل؛ فإن ’’یضرب‘‘ بلاذكر الفاعل لایفید معنی یَضْرِب أحد وزید؛ وإلا یلزم عند ذكرهما التاكید، وهو باطل قطعاً في محاوراتهم؛ نعم! في المخاطب عند ذكر الفاعل -مثل ’’تضرب أنت‘‘- وفي المتكلم عند ذكره -نحو: ’’اَضرب أنا، ونضرب نحن‘‘- یفهم التاكید قطعاً في المحاورات، فوضح الفرق.(المرآت) فَصلٌ في المُفردِ المُتَّحِدِ المَعنی (٣) قولهٗ: (فصل) لما فرغ عن تقسیم المفرد بحسب استقلال المعنی وعدمه، شرع في تقسیمه بحسب وحدة المعنی وتعدده؛ واختلف في مقسم هٰذا التقسیم فقال بعضهم: إن المنقسم إلی الأقسام المذكورة هو ’’مطلق المفرد‘‘ بلاتخصیص اسم؛ وقال بعضهم: إن المنقسم إلی الكلي والجزئي والمتواطي والمشكك ’’الاسم‘‘ خاصة، وأما إلی المشترك والمنقول بأقسامه،