المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فَصلٌ لاَشُغْل لِلْمَنْطِقِيّ مِنْ حَیْث(١) إِنَّه مَنْطِقِيّ یَبْحَث الْألْفَاظ، كَیْفَ! وَهٰذَا الْبَحْث بِمَعْزِل(٢)عَنْ غَرْضهٖ وَغَایَتهٖ، وَمَعَ ذٰلِكَ فَلاَبُدَّ لَهٗ مِنْ بَحْث الْألْفَاظ الدَّالَّة عَلَی الْمَعَانِيْ؛ لِأنَّ الإفَادَة وَالاِسْتِفَادَة(٣) مَوْقُوْفَة عَلَیْه؛ وَلِذٰلِكَ یُقَدَّم بَحْثُ الدَّلاَلَة وَالْألْفَاظِ فِيْ كُتُب الْمَنْطِق. فَصْلٌ في الدَّلالةِ الدَّلاَلَة لُغَة: هُوَ الإرْشَاد، أيْ:راه نُمُودَن، وَ فِي الاِصْطِلاَح:كَوْنُ الشَّيْء(٤)فَصلٌ في مَباحِث الألفَاظِ (١) قَولهٗ: (من حیث إلخ) إنما قید بالحیثیة؛ لأن المنطقي إذا كان نحویاً أیضاً فله شغل بالألفاظ؛ لٰكن لا من حیثُ إنه منطقي، بل من حیثُ إنه نحوي. كذا أفاد السید المحقق. (المرآت) (٢) قَولهٗ: (بمعزل إلخ) فإن المنطقي یبحث عن ’’القول الشارح‘‘ و’’الحجة‘‘ وكیفیة ترتیبهما، وهو لایتوقف علی الألفاظ؛ لأن الموصل إلی التصور والتصدیق لیس لفظ الجنس والفصل والقضایا؛ بل معناها ومفهوماتها، لٰكن لما توقف الإفادة والاستفادة علی الألفاظ صار النظر فیها بالعرض. (قطبي ملخصا) (٣) قَولهٗ: (الإفادة إلخ) اعلم! أنه لما كان الإنسان مدني الطبع لایمكن تعیشه إلا بمشاركة من أبناء نوعه، افتقر كل واحد في مأكله ومشربه وملبسه إلی أن یظهر ما في ضمیره، فأفادهم واستفاد منهم، وأعان علی مقاصدهم ومصالحهم؛ فما كان یؤدي هٰذا الغرض یسمّٰی دالاًّ، والمؤدی مدلولاً؛ والدال إن كان لفظاً فالدلالة لفظیة، وإلا فغیر لفظیة، وكل واحد منهما علی ثلٰثة أقسام، كما قال المصنفؒ.(المرآت) (٤) قَولهٗ: (كون الشيء إلخ) اعترض علی تعریف الدلالة، بأن الدلالة -أي: علم الدلالة- موقوفة علی العلم بالوضع، والعلم بالوضع موقوف علی علم المدلول، أي: العلم المطلق؛ فالدلالة موقوفة علی علم المدلول مع أن علم المدلول موقوف علی الدلالة!. وأجیب عنه: أن الموقوف والموقوف علیه متغایران؛ فإن علم المدلولِ الموقوفِ علیه الدلالة هو ’’العلم المطلق‘‘، والذي یتوقف علی الدلالة هو ’’العلم بالدال‘‘، وهٰذا ظاهر. ( شاه جهاني) محمد إلیاس