المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
فائِدةٌ زَعَمَ قَوْم أنَّ الْمُقَدَّمَات النَّقْلِیَّة لاَتُسْتَعْمَل فِي الْقِیَاس الْبُرْهَانِي، ظَنًّا مِنْهُمْ أنَّ النَّقْل یَتَطَرَّقُ إِلَیْهِ الْغَلَط وَالْخَطَأ مِنْ وُجُوْه شَتّٰی، فَكَیْفَ یَكُوْن مَبَادِي الْقِیَاس الْبُرْهَانِي الَّذِيْ یُفِیْدُ الْقَطْع؟ وَإِنَّ هٰذَا الظَّنّ(١) إثْم؛ لِأنّ النَّقْل كَثِیْرامَّا یُفِیْد الْقَطْع إِذَا رُوْعِيَ فِیْه شَرَائِط وَانْضَمَّ إِلَیْه الْعَقْل، نَعَمْ! لَوْ قِیْلَ(٢): ’’إِنَّ النَّقْل الصِّرْف بِلاَ اعتِبَار انضِمَام الْعَقْل مَعَهٗ لاَیُعْتَبَرُ وَلاَیُفِیْد‘‘ لَكَانَ لَهٗ وَجْهٌ.فَصْلٌ البُرْهَانُ قِسْمَان: لِمِّيٌّ، وَإِنِّيٌّ. أمَّا اللِّمِّيّ(٣)، فَهُوَ:الَّذِيْ یَكُوْن الْأوْسَط فِیْه عِلَّةً لِثُبُوْت الْأكْبَر لِلْأصْغَر فِي الْوَاقِع(٤)، كَمَا أنَّه وَاسِطَة فِي الْحُكْم؛ یُسَمّٰی بِهٖ لإِفَادَته اللِّمِّیَّةَ (١) قَولهٗ: (وإن هٰذا الظن إثم إلخ) لأن الدلائل النقلیة قد یفید الیقین بقرائن مشاهدة أو متواترة، وتلك القرائن تدل علی انتفاء الاحتمالات، وأما مجرد احتمال المُعَارِض العقلي فلاینافي القطع بمدلول اللفظ، كما أن احتمال المجاز لاینافي القطع بكون اللفظ حقیقیة.(مرآت) (٢) قَولهٗ: (نعم! لو قیل إلخ) یعني: أن النقل الصرف لایفید الیقین؛ فإنه لابد من صدق المخبر، وهو لایثبت إلا بالعقل، وإلا یلزم الدور والتسلسل. فافهم!(مرآت) فَصلٌ في اللمي والإني (٣) قولهٗ: (اللمي) التعبیر الثاني أن اللمي: هو ما كان الأوسط فیه علة للحكم في الذهن -أي: القیاس- وفي الخارج أیضاً. (٤) قَولهٗ: (في الواقع إلخ) أي إن كان الأوسط مع كونه علة للحكم في الذهن علة لثبوت الأكبر للأصغر في الخارج أیضاً سمی’’ برهانا لِمِّیًّا‘‘؛ لأنه یفید اللمیة أي: العلیة، ویجاب به عن السوال بـ’’لَمْ‘‘، كقولنا: زید متعفن الأخلاط، وكل متعفن الأخلاط محموم، فزید محموم؛ فإن الحد الأوسط -وهو متعفن الأخلاط- علة لثبوت الأكبر للأصغر في القیاس وفي الخارج أیضاً. (مرآت)بتغییر