المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
وَالْمِرِّیْخ، وَالزُّهْرَة، وَالزُّحَل، وَعُطَارِد، وَالْمُشْتَرِي؛ أوْ غَیْرَ مُتَنَاهِیَة، كَأفْرَاد الإنْسَان، وَالْفَرَس، وَالْغَنَم، وَالْبَقَر. وَقَدْ أوْرِدَ(١)عَلیٰ تَعْرِیْف الْكُلِّي وَالْجُزْئِي سُؤَال، تَقْرِیْره: أنَّ الصُّوْرَة الْحَاصِلَة مِنَ الْبَیْضَة الْمُعَیَّنَة، وَالشَّبَح الْمَرْئِيَّ مِنْ بَعِیْدٍ، وَمَحْسُوْس الطِّفْل فِيْ مَبْدَء الْولاَدَة كُلَّهَا جُزْئِیَّات، مَعَ أنَّه یَصْدُق عَلَیْهَا تَعْرِیْف الْكُلِّي؛ لِأنَّ فيْ هٰذِه الصُّوَر ’’فَرْضَ صِدْقهَا عَلیٰ كَثِیْرِیْنَ‘‘ غَیْرُ مُمْتَنِع؟ وَالْجَوَاب(٢): أنَّ الْمُرَاد بِصِدْق الْمَفْهُوْم فِيْ تَعْرِیْف الْكُلِّيِّ هُوَ الصِّدْق عَلیٰ وَجْهِ الاِجْتِمَاع، وَهٰذِهِ الصُّوَر أعْنِيْ: صُوْرَة الْبَیْضَة الْمُعَیَّنَة وَغَیْرهَا إِنَّمَا یَصْدُقُ عَلیٰ كَثِیْرِیْن بَدَلاً لاَ مَعاً؛ فَإِنَّ الْوَحْدَة مَأْخُوْذَة فِيْ هٰذِه الصُّوَر ضَرُوْرَة أنَّهَا مَأْخُوْذَة مِنْ مَادَّة مُعَیَّنَة جُزْئِیَّة، وَلَوْ لاَ فِیْهَا اعْتِبَار التَّوَحُّد لَكَانَتْ كُلِّیَّة مِنْ غَیْر لُزُوْم إِشْكَالٍ. هٰذَا!. (١) قَولهٗ: (قد أورد إلخ) حاصل الإیراد: أن الصورة الخیالیة الحاصلة للرائي من بیضة معینة إذا بدلناها بواحد بعد واحد، ولم یكن للرائي علم التبدیل، یعلم في كل واحد من البیضات أنه: هي، لعدم تمییز البیضات عند الحس بدون الاجتماع؛ فالصورة الخیالیة تنطبق عنده علی كل واحد من البیضات، وكذا الشبح المرئي من بعید غیر متمیز لبعده إذ راٰه الإنسان؛ فإنه یصدق علیه أنه لزید أو عمرو أو بكر، وكذٰلك محسوس الطفل؛ فإنه في مبدأ الولادة إذا أحس واحداً من الأب أو الأم -مثلاً- وحصل صورة منه في حسه المشترك -مثلاً-، فهي تنطبق عنده علی كل واحد منهما؛ بل علی ماعَدَاهما أیضاً؛ فهٰذه الصور كلها جزئیات عندهم مع أنها تقبل التكثر، فینتقض تعریف الجزئي جمعا، والكلي منعاً!.(المرآت) (٢) قَولهٗ: (والجواب) حاصله أن المراد بالتكثر في تعریفهما: التكثر علی ’’وجه الاجتماع‘‘ لا ’’علی سبیل البدل‘‘، ولاشك أن في الصور المذكورة یتحقق الثاني دون الأول، فلا إیراد. (المرآت)