المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
أوْ یَصْدُق أحَدهُمَا عَلیٰ كُلِّ مَا یَصْدُق عَلَیْهِ الْآخَر، وَلاَیَصْدُق الْآخَر عَلیٰ جَمِیْع أفْرَاد أحَدهِمَا، فَبَیْنَهُمَا(١) عُمُوْمٌ وَخُصُوْصٌ مُطْلَقاً، كَالْحَیَوَان وَالإِنْسَان، فَیَصْدُق الْحَیَوَان عَلیٰ كُلِّ مَایَصْدُق عَلَیْهِ الإنْسَان، وَلاَیَصْدُق الإنْسَان عَلیٰ كُلّ مَایَصْدُق عَلَیْهِ الْحَیَوَان؛ بَلْ عَلیٰ بَعْضه. أوْ لاَیَصْدُق شَيْء مِنْهُمَا عَلیٰ شَيْء مِمَّا یَصْدُق عَلَیْه الْآخَر، فَهُمَا مُتَبَایِنَان(٢)، كَالإِنْسَان وَالْفَرَس. أوْ یَصْدُق(٣)بَعْض كُلِّ وَاحِد مِّنْهُمَا عَلیٰ بَعْض مَا یَصْدُق عَلَیْه الْآخَر، فَبَیْنَهُمَا عُمُوْمٌ وَخُصُوْصٌ مِنْ وَجْهٍ(٤) كَالْأبْیَض وَالْحَیَوان، فَفِيْ الْبَطّ یَصْدُق كُلٌّ مِنْهُمَا، وَفِي الْفِیْل یَصْدُق الْحَیَوَان فَقَطْ، وَفِي الثَّلْج (١) قَولهٗ: (فبینهما إلخ) ومرجِعه إلی موجبة كلیة من أحد الطرفین -أي: من جانب الأعم-، وسالبة جزئیة من الطرف الآخر -أي: من جانب الأخص-، كقولنا: كل ما هو إنسان فهو حیوان، ولیس بعض ما هو حیوان فهو إنسان؛ وبین نقیضیهما أیضاً عموم وخصوص مطلقاً؛ لكنْ بعَكسِ العَینیْن؛ فنَقیْض الأعمِّ مطلقاً أخصُّ، ونَقیْض الأخَصِّ مطلقاً أعَمُّ، یَعنِي: كلُّ ماصَدَق علیه نقِیْض الأعَمّ صدَقَ علیه نقیْضُ الأخَصِّ، ولیسَ كلُّ ما صَدَق علیه نقِیْض الأخَصِّ صَدَق علیْه نَقیْض الأعَمّ.(المرآت) (٢) قَولهٗ: (متبائنان) ومرجِع التبائن: إلی سالبتین كلیتین، نحو: لاشيء من الإنسان بفرس، ولاشيء من الفرس بإنسان، وبین نقیضیهما تبائن جزئي، كما تذكر في العموم والخصوص من وجه.(المرآت) (٣) قَوله: (أو یصدق) ویمكن أن یعبر: أن العموم والخصوص الوجهي هما الكلیان اللذان یصدقان معاًَعلی شيء، وینفرد كل منهما بالصدق علی شيء لا یصدق علیه الآخر، وذٰلك مثل: سعوديٌّ وطالب، أبیض وأفریقيٌّ. (المنطق القدیم: ۵۵) إلیاس (٤) قَولهٗ: (فبینهما عموم وخصوص من وجه) ومرجعه: إلی السالبتین الجزئیتین هما مادتان للافتراق، وموجبة جزئیة وهي مادة الاجتماع، نحو: بعض الحیوان أبیض، وبعض الحیوان لیس بأبیض، وبعض الأبیض لیس بحیوان.