المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
أحَدهَا: المُطَابَقِیَّة، وَهِيَ أنْ یَّدُلّ اللَّفْظ عَلیٰ تَمَام مَاوُضِعَ(١)ذٰلِكَ اللَّفْظ لَه(٢)، كَدَلاَلَة لفظ الإِنْسَان عَلیٰ مَجْمُوْع الْحَیَوَان وَالنَّاطِق. وَثَانِیْهَا: التَّضَمُّنِیَّة، وَهِيَ أنْ یَّدُلّ اللَّفْظ عَلیٰ جُزْء الْمَعْنَی الْمَوْضُوْع لَه، كَدَلاَلَتِه عَلَی الْحَیَوَان فَقَطْ أوْ عَلَی النَّاطِقِ فَقَطْ. وَثَالِثهَا(٣): الدَّلاَلَة الاِلْتِزَامِیَّة، وَهِيَ أنْ لاَّیَدُلَّ اللَّفْظ عَلیَ الْمَوْضُوع لَهٗ وَلاَ عَلیٰ جُزْءه؛ بَلْ عَلیٰ مَعْنیً خَارِجٍ لاَزِمٍ(٤)لِلْمَوْضُوْع لَهٗ. (٥) قَولهٗ: (علی ثلٰثة أنحاء) واعلم! أن الدلالة تنقسم باعتبار الدال، وهو: اللفظیة وغیرها؛ وباعتبار نفس الدلالة، وهي: أن تكون عقلیة أو وضعیة أوغیرهما؛ وباعتبار المدلول، وهو: أن یكون المعنی تمام الموضوع له وجزئه ولازمه. (محمد إلیاس) (١) قولهٗ: (علیٰ تمام ما وضع له) ولم یقل: ’’علی جمیع ما وضع له‘‘؛ لأن لفظ الجمیع یتبادر منه التركیب، فیلزم تخصیص المطابقة بالمركب مع أن دلالة المفرد علی المعنی الموضوع له أیضاً مطابقي؛ فحینئذ لا یكون التعریف جامعاً.(ضیاء النجوم: ۳۲) الملحوظة: مثال المطابقة: كدلالة لفظ البیت علی معناه؛ ومثال التضمن: كدلالة لفظ البیت علی الحائط؛ ومثال الالتزام: كدلالة لفظ السقف علی الحائط.محمد إلیاس (٢) قَولهٗ: (ذٰلك اللفظ له إلخ) من حیثُ إنه وضع له، وإنما قیدناها بهٰذا الحیثیة لدفع الإشكال المشهور، وهو: أن اللفظ -مثلاً: كالشمس- إذا وضع للملزوم -كالجرم النوري- واللازم -كالضوء-، وأرید اللازم -أي: الضوء- من جهة أنه لازم لملزومه الموضوع له -أعني: الجرم النوري-، یكون الدلالة حینئذٍ التزامیة مع أنه یصدق علی هٰذه الدلالة أنها دلالة اللفظ علی تمام ما وضع له؛ فیكون هٰذه الدلالة مطابقة!. ودفعه بأن الدلالة المذكورة وإن كانت دلالة اللفظ علی تمام ما وضع له؛ لٰكنها لیس من حیثُ إنه تمام ماوضع له؛ بل من حیثُ إنه لازم لملزومه الموضوع له؛ فظهر أن ترك الحیثیة من مسامحة الماتن.(المرآت) (٣) قولهٗ: (وثالثها إلخ) واعلم! أن اللفظ الموضوع لایدل علیٰ ما هو خارج عن الموضوع له إلا بكونه لازما له، فلابد في الدلالة الالتزامیة من اللزوم أعم من أن یكون ذهنیا -كالبصر بالنسبة إلی العمی- أو عرفیا، كالجود بالنسبة إلی الحاتم. (محمد إلیاس) (٤) قَولهٗ: (لازم) إنما اعتبر اللزوم في هٰذه الدلالة؛ لأنها دلالة اللفظ علی ما خرج عن