المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَثَالِثُهَا: اللَّفْظِیَّة الْعَقْلِیَّة(١)، كَدَلاَلَة لَفْظ ’’دَیْز‘‘ المَسْمُوْعِ مِنْ وَرَاء الْجِدَار عَلیٰ وُجُوْد اللاَّفِظ. وَرَابِعهَا:غَیْراللَّفْظِیَّة الْوَضْعِیَّة، كَدَلاَلَة الدَّوَالّ(٢)الْأرْبَع عَلیٰ مَدْلُوْلاَتهَا. وَخَامِسهَا: غَیْر اللَّفْظِیَّة الطَّبْعِیَّة، كَدَلاَلَة صَهِیْل الْفَرَس عَلیٰ طَلَب الْمَاء وَالْكَلَأ. وَسَادِسهَا: غَیْر اللَّفْظِیَّة الْعَقْلِیَّة، كَدَلاَلَة الدُّخَان عَلَی النَّار. (١) قَولهٗ: (العقلیة) المراد من الدلالة العقلیة ما لایكون للوضع ولاللطبع مدخل فیه؛ إذ لو كان المراد بالعقلیة ما یكون للعقل فیها مدخل، لكان جمیع الدلالات عقلیة، وإنما نسبت إلی العقل لعدم مداخلة الوضع والطبع فیها. ویعتبر فیها علاقة التأثیر؛ فیشمل: دلالة الأثر -كالدخان- علَی المؤثر كالنار، ودلالة المؤثر علی الأثر، ودلالة أحد الأثرین علی الآخر كدلالة الدخان علی الحرارة وهما أثران للنار.(المرآت)بزیادة (٢) قَولهٗ: (الدَّوالّ) والدوال الأربع هي الخطوط والعقود والنصب والإشارات. فدلالة الخطوط التي هي النقوش علی الحروف وضعیة. (تسهیل المنطق: ۱۰) ودلالة الخط: هي دلالة الكتابة التي تبلغ من بعد أو غاب، ولذا فهي تفضل دلالة اللفظ المقصورة علی الشاهد دون الغائب. والمراد بالعقود عقد الأنامل لبیان قدر العدد. ودلالة العقد: هي دلالة الحساب، لأن العقد ضرب من الحساب یكون بأصابع الید، ویقال له حساب الید، فهو نوع من أنواع الإفصاح عن المعاني. والنصب هي ماینصب بین حدود الأملاك ومسافة الطریق. أما دلالة الحال: وتسمی نصبة، فهي دلالة التأمل والتدبر والنظر في الكون والاعتبار بما فیه، فالسمٰوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وغیرهما مما خلقه الله في الكون أحوال ودلائل تدل علیٰ وجوده تعالیٰ وقدرته وعظیم سلطانه. ودلالة الإشارة: تكون بالید والرأس والعین والحاجب والمنكب، وإذا تباعد الشخصان تكون بالثوب ونحوه، وإذا هدد الشخص وتوعد تكون بالسیف والسوط ونحوهما.(علم البیان دراسة تحلیلیة لمسائل البیان، تسهیل المنطق)محمد إلیاس