المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
أيْ: حُدُوْد(١) تُوْرِدُ لِمَوْضُوْع الصَّنَاعَة وَأجْزَائهٖ(٢) وَجُزْئِیَّاتِه وَأعْرَاضهِ الذَّاتِیَّةِ، أوْ تَصْدِیْقِیَّة وَهِيَ: المُقَدَّمَات الَّتِيْ تُؤَلَّف مِنْهَا قِیَاسَاته؛ إمَّا بَدِیْهِیَّة وَیُسَمّٰی ’’العُلُوْم الْمُتَعَارَفَة‘‘(٣)، أوْغَیْر بَدِیْهِیَّة؛ بَلْ نَظَرِیَّة مُسَلَّمَة، فَإِنْ كَانَ التَّسْلِیْم عَلیٰ سَبِیْل حُسْنِ الظَّنّ مِمَّنْ ألْقَاه إِلَیْهِ یُسَمّٰی ’’أصُوْلا مَوْضُوْعَة‘‘(٤)، فَإِنْ كَانَ التَّسْلِیْم(٥)مَعَ الاستِنْكَار یُسَمّٰی’’مُصَادَرَة‘‘. وَثَالِثُهَا: المَسَائل(٦)، وَهِيَ الَّتِيْ اشْتَمَلَ الْعِلْم عَلَیْهَا وَیُحَاوَل إِثْبَاتُهَا بِالدَّلِیْل. (١) قَولهٗ: (حدود إلخ) أي: تعاریف تورد لموضوع الصناعة، كتعریف الكلمة -مثلاً- باللفظ الموضوع للمعنی المفرد.(مرآت) (٢) قَولهٗ: (وأجزاءه إلخ) أي: حدود لأجزاء الموضوع، كتعریف أجزاء الكلمة من ’’اللفظ‘‘ و’’الوضع‘‘ و’’المعنی المفرد‘‘ مثلاً.(مرآت) (٣)قَولهٗ:(العلوم المتعارفة إلخ) سمیت بذٰلك لأن المقدمات هي التصدیقات، والتصدیقات علوم، ولبداهتها تسمّٰی ’’متعارفة‘‘، وهي إما عامة تستعمل في جمیع العلوم، كقولنا: ’’الكل أعظم من الجزء‘‘، والشيء الواحد إما أن یكون ثابتا أو منفیا؛ وأما خاصة ببعضها، كقول أهل الهندسة: المساوي للشيء مساوٍ له. (مرآت)بزیادة (٤) قَولهٗ: (أصولا موضوعة إلخ) لأنها وضعت وسلمت علیٰ ما كانت هي علیه ولم یسبقها أحد بالإنكار، مثالهٗ: لنا أن نصل بین كل نقطتین بخط مستقیم. (محمد إلیاس) (٥) قَولهٗ: (فإن كان التسلیم إلخ) فإذا أخذت تلك القضایا مع استنكار وتشكك من المتعلم سمیت ’’مصادرات‘‘؛ لأنه یصدر بها المسائل التي تتوقف علیها، كقول اقلیدس: ’’إذا وقع خط علی خطین وكانت الزاویتان الداخلتان في جهة أقل من قائمتین، فإن الخطین إذا أخرجا في تلك الجهة یلتقیان‘‘. واعلم! أن المقدمة الواحدة قد تكون أصلا موضوعا عند شخص ومصادرة عند آخر.(مرآت) (٦) قَولهٗ: (المسائل إلخ) وهي القضایا المطلوبة المبرهن علیها في العلم، كالمسائل الواقعة في المنطق والنحو وغیرهما من العلوم.(مرآت) الملحوظة: اعلم! أن موضوعاتها موضوع العلم أو نوع من موضوعه أو عرض ذاتي له أو مركب من الموضوع والمحمول؛ ومحمولات هٰذه المسائل: الأمور الخارجة عن موضوعات المسائل اللاحقة لها لذاتها. (محمد إلیاس)