المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
بِالذَّات، نَعَمْ! نَافِعَة بِالْعَرْض، بِأنَّ صَاحِبَهَا لاَیَغْلِطُ وَلاَیُغَالَط، وَیَقْدِر عَلیٰ أنْ یُغَالِط غَیْرَهٗ أو أنْ یَّمْتَحِن بِهَا أوْ یُعَانِدَهٗ(١). وَصَاحِب هٰذِهِ الصِّنَاعَة إِنْ قَابَلَ الْحَكِیْم(٢) یُسَمّٰی ’’سُوْفَسْطَائِیّا‘‘، وَهٰذِهِ الصِّنَاعَةُ سَفْسَطَة أيْ حِكْمَة مُمَوَّهَة مُلَمَّعَة؛ وَإِلاَّ فَیُسَمّٰی ’’مُشَاغِبِیًّا‘‘، وَهٰذِهٖ مُشَاغَبَة(٣)؛ وَعَلیَ التَّقْدِیْرَیْن فَصَاحِبهٗ غَالِطٌ فِيْ نَفْسهٖ مُغَالِط لِغَیْرهٖ، وَصِنَاعَتهٗ مُغَالَطَة(٤)؛ وَهِيَ قِیَاس فَاسِد إِمَّا مِنْ جِهَة الْمَادَّة(٥) فَقَطْ، أوْ مِنْ جِهَة الصُّوْرَة فَقَطْ، أوْ كِلَیْهِمَا. فرس صاهل؛ فهٰذا صاهل‘‘.إلیاس (٦) قَولهٗ: (غیر نافعة بالذات) أي: لاینتفع أهل الحق بالذات، والغرض منه تغلیط الخصم أو إسكاته؛ وفائدته: معرفة الاحتراز عن الوقوع في الغلط. محمد إلیاس (١) قَولهٗ: (أو یعانده إلخ) هٰذا إذا كان الباعث علیه الأغراض الفاسدة والاعتقادات الباطلة. (مرآت) (٢) قَولهٗ: (إن قابل الحكیم إلخ) أي: المغالط إن قابل الحكیم المبرهِن فیرید تغلیطه فسوفسطائي، والقِیَاس السوفسطائي ما مقدماته مشبهات بالقضایا الواجبة القبول، والقِیَاس المشاغبي ما مقدماته مشبهات بالمشهورات، والغرض من استعمال هٰذین القِیَاسین تغلیط الخصم ودفعه، وأعظم فائدتهما مَعْرِفتهما للاجتناب عنهما.(مرآت) (٣) قَولهٗ: (مشاغبة إلخ) المشاغبة: بایك دیگر بر انگیختن. (٤) قَولهٗ: (وصناعته مغالطة إلخ) قال بعض المحققین: إن المغالطة لها سبب فاعلي: هو العقل الناقص أو الوهم الزائغ؛ وسبب غائي: هو شهرة عند الناس بمراعاة تعظیمهم إیاه والنظر إلیه بعین التوقیر والریاسة؛ والسبب الصوري لها: هو الكذب والخیانة في الباطن والتشبه بزيّ العلماء والحكماء في الظاهر بالكلام المزخرف والمنطق المزور؛ والسبب المادي: هو القضایا الكاذبة التي تشبه بالصادقة.(مرآت) (٥) قولهٗ: (إما من جهة المادة) واعلم أن لهٰذا القیاس السفسطي سببا مادیا: وهو: القضایا الكاذبة المشابهة بالصادقة؛ وسبباً صوریا: هو ترتب هٰذه القضایا علیٰ ترتیب القضایا المسلمة وغیرها؛ وسببا فاعلیا: هو الوهم الكاذب والعقل الناقص؛ وسببا غائیاً: هو تغلیظ الخصم أو إسكاته. (محمد إلیاس)