المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
الْمُخْتَرَعَة لِلْوَهْم(١)،كَقِیَاس غَیْر الْمَحْسُوْس عَلَی الْمَحْسُوْس، نَحْو:’’كُلُّ مَوْجُوْد مُشَارٌ إِلَیْه‘‘(٢)، وَلِلْوَهْمِیَّات مُشَابَهَة شَدِیْدَة بِالْأوَّلِیَّات، وَلَوْلاَ رَدُّ(٣) الْعَقْلِ وَالشَّرْعِ حُكْمَ الْوَهْم لَدَام الاِلْتِبَاس بَیْنَهُمَا. أوْ مِنَ الْكَاذِبَة الْمُشَبَّهَات بِالصَّادِقَة، وَهِيَ قَضَایَا یَعْتَقِدُهَا الْعَقْل بِأنَّهَا أوَّلِیَّة أوْمَشْهُوْرَة أوْمَقْبُوْلَة أوْمُسَلَّمَة لِمَكَان الاِشْتِبَاه بِهَا لَفْظاً(٤) أوْمَعْنًی(٥)، فَتُوْقِع فِي الْغَلَط؛ وَهٰذِهِ الصَّنَاعَة كَاذِبَة مُمَوَّهَة غَیْر نَافِعَة(٦) (١) قَولهٗ: (للوهم إلخ) قد عرفت أن الوهم قوة مرتبة في أول التجویف الآخر من الدماغ، بها یدرك المعاني الجزئیة الموجودة في الجزئیات، ولها سلطان عظیم؛ ومن ثمة یقال: إنها سلطان القوی الجسمانیة ومستخدمها؛ وهي تقهر قوة العاقلة في أكثر القضایا والأحكام، فیحكم علی المعقولات بالأحكام المحسوسات وتوقع النفس في الغلط، فحكمها في المحسوسات صادق، نحو: كل جسم في جهة ویتركب منه السفسطة؛ بل الوهمیات المحسوسة اعتبرت في مبادي البرهان لكون أحكامها صادقة ویصدقها العقل، بخلاف حكمها في المعقولات؛ إذ یحكم علیها بأحكام المحسوسات، فیكون كاذبا قطعا، كحكمه: أن كل موجود مشار إلیه؛ والسفسطة یتركب عنها. (مرآت) (٢) قولهٗ: (كل موجود مشار إلیه) وقیاسه: غیر المحسوس موجود، وكل موجود مشارٌ إلیه؛ فغیر المحسوس مشارٌ إلیه. فالحكم علیٰ كل موجود بـ’’المشار إلیه‘‘ من الوهمیات لأن الموجود المحسوس قابل للإشارة الحسیة، وأما الموجود الغیر المحسوس -أي: المجرد عن المادة- فلیس قابلا للإشارة الحسیة؛ فالحكم علی الموجود الغیر المحسوس بحكم المحسوس- أي: بكونه صالحا للإشارة الحسیة- من الوهمیات. (٣) قَولهٗ: (ولولا رد إلخ) لو لم یرد العقل الصرف والشرع أحكام الوهم بقي الالتباس بین الوهمیات والأولیات، ولایتمیز أحدهما عن الآخر أبدا؛ ولذا ترٰی أكثر الناس منهمكا في الأوهام الباطلة ولایتصَوُّر النجاة عنها إلا بتائید من الله تعالٰی.(مرآت) (٤) قَولهٗ: (لفظاً إلخ) كما تقول لعین الماء: ’’هٰذه عین، وكل عین یستضيء بها العالم‘‘، فهٰذه العین یستضيء بها العالم؛ فإن العین لفظ مشترك، والاشتراك من صفات اللفظ.(مرآت)بزیادة (٥) قَولهٗ: (معنی إلخ) مثلاً تقول لصورة الفرس المنقوشة علی الجدار: ’’هٰذا فرس، وكل