المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَالْعِلِّیَّةَ. وَأمَّا الإنِّيّ(١)، فَهُوَ: الَّذِيْ یَكُوْن الْأوْسَط فِیْه عِلَّة لِلْحُكْم فِي الذِّهْن فَقَطْ، وَلَمْ یَكُنْ عِلَّة فِي الْوَاقِع؛ بَلْ قَدْ یَكُوْن مَعْلُوْلاً لَهٗ(٢). مِثَال اللِّمِّيّ قَوْلكَ: زَیْد مَحْمُوْم؛ لِأنَّه مُتَعَفِّن الْأخْلاَط، وَكُلّ مُتَعَفِّن الْأخْلاَط مَحْمُوْمٌ، فَزَیْدٌ مَحْمُوْمٌ؛ فَكَمَا أنَّ فِيْ هٰذَا الْقِیَاس الْأوْسَط عِلَّة لِثُبُوْت الْحُمّٰی لِزَیْد فِيْ ذِهْنِك، كَذٰلِكَ هُوَ عِلَّة لِوُجُوْد الْحُمّٰی فِي الْوَاقِع. وَمِثَال الإنِّي قَوْلكَ: زَیْد مُتَعَفِّن الْأخْلاَط؛ لِأنَّه مَحْمُوْم، وَكُلّ مَحْمُوْم مُتَعَفِّن الْأخْلاَط، فَزَیْد مُتَعَفِّن الْأخْلاَط؛ فَوُجُوْد الْحُمّٰی عِلَّة لِثُبُوْت كَوْنه مُتَعَفِّن الْأخْلاَط فِيْ ذِهْنِك، وَلَیْسَ عِلَّة فِيْ نَفْسِ الْأمْر؛ بَلْ عَسٰی أنْ یَكُوْن الْأمْر فِي الْوَاقِع بِالْعَكْس. (١) قَولهٗ: (الإني إلخ) إنما سمی ’’إنیاً‘‘ لدلالته علیٰ إنیة الحكم وتحققه في الذهن دون الخارج، فهو مأخوذ من قولهم: ’’إن الأمر كذا‘‘، فهو منسوب لـ’’إنَّ‘‘، كقولنا: زید محموم، وكل محموم متعفن الأخلاط، فزید متعفن الأخلاط؛ فإن الأوسط -وهو محموم- وإن كان علة لثبوت تعفن الأخلاط في الذهن والقیاس؛ إلا أنه لیس علة لها في نفس الأمر، بل الأمر علیٰ عكس ذٰلك في الخارج. (تسهیل المنطق بزیادة). (٢) قولهٗ: ( معلولا له) وبذٰلك یتضح الفرق بین النوعین، ففي النوع اللمي یستدل بالعلة علی المعلول، نحو: زید كریم، وكل كریم محبوب، فزید محبوب؛ فكون زید كریما علة في كونه محبوباً، ذهنا وخارجا. وفي النوع الأني: یستدل بالمعلول علی العلة، نحو: زید محبوب، وكل محبوب كریم؛ فزید كریم. (المنطق القدیم: ۲۵۶)