المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
عِنْدَ الْخَصْم، صَادِقَة كَانَتْ أوْ كَاذِبَة. وَالْأوَّل مَاتُطَابِقُ فِیْه آرَاءُ قَوْم، إِمَّا لِمَصْلَحَة عَامَّة، نَحْو:العَدْل حَسَن وَالظُّلْم قَبِیْح، وَقَتْل السَّارِق وَاجِب؛ أوْ لِرِقَّة قَلْبِیَّة، كَقَوْل أهْل الْهِنْد: ذِبْح الْحَیَوَان مَذْمُوْم؛ أوِ انْفِعَالاَت خُلُقِیَّة أوْ مِزَاجِیَّة؛ فَإِنَّ لِلْأمْزِجَة وَالْعَادَات دَخَلا عَظِیْمًا فِي الاِعْتِقَادَات، فَأصْحَاب الْأمْزِجَة الشَّدِیْدَة یَرَوْن الاِنْتِقَام مِنْ أهْل الشَّرَارَة حَسَنًا، وَأصْحَاب الْأمْزِجَة اللَّیِّنَة یَرَوْن الْعَفْو خَیْرا؛ وَلِذٰلِكَ تَرَی النَّاس مُخْتَلِفِیْنَ فِي الْعَادَات وَالرُّسُوْم؛ وَلِكُلّ قَوْم مَشْهُوْرَاتٌ خَاصَّةٌ بِهِمْ؛ وَكَذَا لِكُلّ صَنَاعَة، فَمِنْ مَشْهُوْرَاتِ النَّحْوِیِّیْنَ: الفَاعِل مَرْفُوْع، وَالْمَفْعُوْل مَنْصُوْب، وَالْمُضَاف إِلَیْهِ مَجْرُوْر؛ وَمِنْ مَشْهُوْرَات الْأصُوْلِیِّیْن: الأمْر لِلْوُجُوْب. وَالثَّانِيْ مَا یُؤَلَّفُ مِنَ الْمُسَلَّمَات بَیْنَ الْمُتَخَاصِمَیْنِ، وَلِلْمَشْهُوْرَات شَبَهٌ بِالْأوَّلِیَّات، وَتَجْرِیْد الذِّهْن وَتَدْقِیْق النَّظَر یُفَرِّقُ بَیْنَهُمَا(١)، وَالْغَرَض مِنْ صَنَاعَة(٢) الْجِدَال إِلْزَام الْخَصْمِ أوْحِفْظ الرَّأْيِ. فضلا عن كون الصدق منجیا عنها والكذب موقعا فیها، وبأن المشهورات قد تكون باطلة، والأولیات لاتكون إلا حقة.(مرآت)بحذف (٣) قَولهٗ: (مسلمة إلخ) المسلَّمات: هي القضایا التي تسلم من الخصم، فیبنی علیها الكلام لإلزام الخصم، سواء كانت مسلمة فیما بینهما خاصة أو بین علماءهما، كتسلیم الفقهاء مسائل أصول الفقه.(مرآت) (١) قَولهٗ: (یفرق بینهما إلخ) بأن الإنسان لو فرِض نفسه خالیة عن جمیع الأمور المُغائرة لعقله، حُكم بالأولیات دون المشهورات؛ والمشهورات قد تكون حقة وقد تكون باطلة، والأولیات لاتكون إلا حقة.(محمد إلیاس)