المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَالتَّرْكِیْب. وَیُسَمّٰی هٰذَا الْقِسْم بِالْوِجْدَانِیَّات(١). وَمُدْرَكَات الْعَقْل الصِّرْف أعْنِيْ الْكُلِّیَّات غَیْرُ مُنْدَرِج فِيْ هٰذَا الْقِسْم، مِثَالُ الْقِسْم الثَّانِيْ: كَمَا حَكَمْنَا بِأنَّ لَنَا جُوْعا أوْ عَطَشاً. وَخَامِسهَا: اَلتَّجْرِبِیَّات، وَهِيَ: قَضَایَا یَحْكُمُ الْعَقْل بِهَا بِوَاسِطَة تَكْرَارِ الْمُشَاهَدَة، وَعَدَم التَّخَلُّف حُكْما كُلِّیّا، كَالْحُكْم بِأنَّ شُرْب السَّقْمُوْنِیَا مُسْهِل لِلصَّفْرَاء. وَسَادِسهَا: المُتَوَاتِرَات(٢)، وَهِيَ: قَضَایَا یَحْكُمُ بِهَا بِوَاسِطَة إِخْبَار جَمَاعَة یَسْتَحِیْلُ الْعَقْل تَوَاطُؤَهُمْ عَلَی الْكِذْب، وَاخْتَلَفُوْا فِيْ أقَلّ عَدَد هٰذِهِ الْجَمَاعَة، قِیْلَ: إِنَّ أقَلَّه أرْبَعَة، وَقِیْل: عَشَرَة، وَقِیْلَ:أرْبَعُوْن؛ وَالْأشْبَه أنَّ هٰذَا الْعَدَدَ یَخْتَلِف بِاختِلاَف حَال الَّذِیْنَ أخْبَرُوْه وَاخْتِلاَفِ الْوَاقِعَة، فَلاَیَتَعَیَّن عَدَدٌ؛ وَالضَّابِطَة أنْ یَّبْلُغ إِلیٰ حَدّ یُفِیْد الْیَقِیْنَ. فَهٰذِهِ السِّتَّة هِيَ مَبَادِی الْبَرَاهِیْن وَمَقَاطِع الدَّلِیْل وَمُنْتَهَی الْیَقِیْن. (١) قولهٗ: (بالوجدانیات) نحو: إن لنا جوعاً وعطشاً وغضباً وخوفاً.محمد إلیاس (٢) قَولهٗ: (المتواترات إلخ) اعلم! أنه قد اشترط في المتواترات شرائط: الأول: كون المخبَر به ممكن الوقوع، والثاني: أن یكون تعدُّد المخْبِرین بحیث یبلغ في الكثرة، إلی حد یمتنع تواطؤهم علی الكذب عادة، الثالث: أن یكون ذٰلك المخبر مستنداً إلی الحس؛ فإن التواتر في الأمور العقلیة -كحدوث العالم وقدمه- لایفید الیقین، الرابع: استواء الطَّرَفین والوسطِ، أعني: بلوغ جمیع طبقات المخبرین في الأول والآخر والوسط بالغاً ما بلغ عددٌ یستحیل اتفاقهم علی الكذب عادة.(مرآت)