المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
وَالثَّانِيْ مَا أدْرِكَ بِالْمُدْرِكَات مِنَ الْحَوَاسّ الْبَاطِنَة(١)، الَّتِيْ هِيَ أیْضا خَمْس: الحِسّ الْمُشْتَرَك الْمُدْرِك لِلصُّوَر، وَالْخِیَال الَّتِيْ هِيَ خِزَانَة لَهٗ، وَالْوَهْمُ الْمُدْرِك لِلْمَعَانِي الشَّخْصِیَّة وَالْجُزْئِیَّة، وَالْحَافِظَة هِيَ خِزَانَة لِلْمَعَانِي الْجُزْئِیَّة، وَالْمُتَصَرِّفَة الَّتِيْ تَتَصَرَّف فِي الصُّوَر وَالْمَعَانِي بِالتَّحْلِیْل بهَا الرَّوائحُ بطریقِ وُصولِ الهَواءِ المُتكیَّفِ بكیْفیَّةِ ذيْ الرَّائحةِ إلَی الخَیشومِ. (شرح العقائد) الذَّوقُ: وهي قوّةٌ مُنبثَّةٌ فيْ العصَبِ المَفروشِ عَلیٰ جِرْمِ اللِّسانِ، یُدرَكُ بهَا الطُّعوْمُ بمُخالَطةِ الرُّطوبَةِ اللُّعابیَّةِ التيْ فيْ الفمِ بالمَطعومِ، ووُصوْلها إلَی العصَبِ. (شرح العقائد) اللمْسُ: وهيَ قوَّةٌ ساریةٌ بواسطة الأعصاب في جمیع بدن، بها یدرك الصلابة واللین وغیرها. (مرآة) (٤) قولهٗ: (الحسیات) نحو: الشمس مشرقة، والنار محرقة. (١) قوله (الحواسّ الباطنة) هيَ: الحِسُّ المُشتَرَكُ، والخَیَالُ، والوَهمُ، والحافِظةُ والمُتصَرِّفةُ. (دستورالعلماء۲/۴) الحِسُّ المُشترَكُ: هوَ القوَّةُ التيْ تَرتَسمُ فیها صوَرُ الجزئیَّاتِ المَحسوسةِ، فالحواسُّ الخمْسَةُ الظاهرَةُ كالجَواسیسِ لهَا، ومَحلُّهُ مقدَّمُ التَّجویفِ الأوَّلِ من الدِّماغِ، كأنَّهَا عینٌ تَنشَعِبُ منْها خمْسةُ أنْهارٍ. (كتاب التعریفات:۶۲) الخَیالُ: هوَ قوَّةٌ تَحفَظُ مَایُدركهُ الحِسُّ المُشترَكُ من صورةِ المَحسوساتِ بعدَ غَیبوبَةِ المَادَّةِ، بحَیثُ یُشاهدُها الحِسُّ المُشتَركُ كلَّمَا اِلتفَتَ إلیْهَا، فهوَ خِزانَةٌ للحسِّ المُشتَرَكِ، ومَحلُّهُ مؤَخَّرُالبَطنِ الأوَّلِ من الدِّماغِ. (كتاب التعریفات:۷۴) الوَهْمُ: هوَ قوَّةٌ جِسمَانیَّةٌ للإنسَانِ، محلُّها آخِرُ التَّجویفِ الأوسَطِ من الدِّماغِ، مِن شأنِها: إدراكُ المَعاني الجزئیَّةِ المُتعلِّقةِ بالمَحسوساتِ، كشُجاعةِ زیدٍ وسَخاوتِهِ. (كتاب التعریفات:۱۷۸) الحافِظةُ: هيَ قوَّةٌ مَحلُّهَا التَّجویفُ الأخیرُ من الدِّماغِ، مِن شأنِها: حِفظُ مَایُدركهُ الوَهْمُ مِن المَعاني الجُزئیَّةِ، فهيَ خِزانةٌ للوَهمِ كالخَیَالِ للحسِّ المُشتَركِ. (كتاب التعریفات:۵۹) المُتصرِّفةُ: هيَ قوَّةٌ مَحلُّهَا مُقدَّمُ التَّجویفِ الأوسَطِ، منْ شأنِهَا التَّصرُّفُ فيْ الصوَرِ وَالمَعانيْ بالتَّركیبِ والتَّفصیلِ، فتُرَكِّبُ الصوَرَ بَعضَها ببعضٍ، مثلُ: أن یُتصوَّرَ إنسَاناً ذَا رَأسَینِ، أوْجَناحینِ. (كتاب التعریفات) الملحوظة: اعلم! أن هٰذه القوة یستعملها العقل تارة والوهم أخری، فتسمّٰی بالاعتبار الأول ’’مفكرة‘‘ لتصرفها في المواد الفكریة، وبالاعتبار الثاني ’’متخیلة‘‘ لتصرفها في الصور الخیالیة. محمد إلیاس