المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
فَرُبَّ حَدْسِيّ عِنْدَ فَاقِدِ الْقُوَّة القُدْسِیَّة یَكُوْنُ نَظَرِیًّا، وَبَدِیْهِیًّا عِنْدَ صَاحِبِهَا. وَرَابِعهَا: المُشَاهَدَات(١)،وَهِيَ:قَضَایَایُحْكَم فِیْهَا بِوَاسِطَة الْمُشَاهَدَة وَالإِحْسَاس(٢)، وَهِيَ تَنْقَسِم إِلیٰ قِسْمَیْن: الأوَّل: مَا شُوْهِد بِإِحْدَی الْحَوَاسّ الظَّاهِرَة، وَهِيَ خَمْسٌ(٣): البَاصِرَة، وَالسَّامِعَة، وَالشَّامَّة، وَالذَّائِقَة، وَاللاَّمِسَة؛ وَیُسَمّٰی هٰذَا الْقِسْم بِالْحِسِّیَّات(٤). بدیهیا ونظریا معا؛ بل هما مختلفان شخصاً، نعم! ذات المعلوم قد تكون بدیهیة وقد تكون نظریة معاً، بمعنی أنه قد یتعلق بها علم لایتوقف علی النظر، فتكون بدیهیة، وقد یتعلق بها علم یتوقف علی النظر فتكون نظریة بالعرض، فتأمل.(مرآت) (١) قَولهٗ: (المشاهدات إلخ) اعلم! أن المشاهدات ثلٰثة أقسام: الأول ما نجده بحواسنا الظاهرة، كالحكم بأن الشمس مشرقة والنار محرقة؛ والثاني: ما نجده بحواسنا الباطنة، كالحكم بأن لنا جوعاً وعطشاً؛ الثالث: مانجده بنفوسنا من غیر دخل للآلات، وهي كشعورنا بذواتنا وبأفعال ذواتنا؛ والأخیران یسمیان ’’وجدانیات‘‘.(مرآت)بحذف (٢) قولهٗ: (الإحساس) یراد به الإحساس الباطن مثل الجوع والعطش والسرور والغضب والرضاء؛ فإذا حكم العقل في شيء مستعینا بتلك الحواس الباطنة سمیت تلك الأحكام ’’وجدانیات‘‘. (المنطق القدیم: ۲۵۹) (٣) قَولهٗ: (هي خمس إلخ) الحاسَّةُ: هيَ القوَّةُ التيْ تُدرِكُ الجزئیاتِ الجِسْمانیَّةَ؛ والحواسُّ ظاهرةٌ وَباطنَةٌ؛ وكلٌّ منهمَا خمسٌ بالوِجدانِ، فالمجموعُ عشَرٌ. الحواسُّ الظاهرَةُ: هيَ السَّمعُ، والبَصَرُ، والشَّمُّ، والذَّوقُ، واللَّمسُ. السَّمعُ: وهوَ قوَّةٌ موَدَّعَةٌ في العصَبِ المَفروشِ فيْ مُقَعَّرِ الصِّماخِ، یُدرَكُ بها الأصواتُ بطریقِ وُصولِ الهَواءِ المُتَكیَّفِ بكَیفیَّةِ الصَّوتِ إِلی الصِّماخِ، بمَعنیٰ أنَّ اللّٰهَ تَعالیٰ یَخلقُ الإدرَاكَ فيْ النَّفسِ عندَ ذَلكَ.(شرح العقائد) البصَر: وهوَ قوَّةٌ موَدَّعةٌ فيْ العصبتَینِ المُجوَّفتینِ اللَّتینِ تتَلاقَیانِ فيْ الدِّماغِ ثمَّ تفتَرِقانِ، فَتأدَّیانِ إِلَی العَینینِ یُدرَك بِهَا الأضوَاءُ والألوانُ وَالأشكالُ وَالمَقادیرُ والحرَكاتُ والحُسنُ والقُبحُ وغیرُ ذلكَ ممَّا یَخلقُ الله عالیٰ إدراكَها فيْ النَّفسِ عندَ اِستعمالِ العَبدِ تلكَ القُوّةَ. (شرح العقائد) الشمُّ: وهيَ قوَّةٌ موَدَّعةٌ فيْ الزائدتینِ النَّابتَتینِ فيْ مُقدَّمِ الدِّماغِ الشَّبیهتَینِ بحُلمتَيِ الثَّديِ، تُدرَكُ