المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
لِلنَّفْس، بِخِلاَف الْحَدْس؛ فَإِنَّ الذِّهْن بَعْدَ مَاحَصَلَ لَهُ الْمَطْلُوْب بِوَجْهٍ مَّا، یَتَحَرَّك فِي الْمَعَانِي الْمَخْزُوْنَة وَالْمَبَادِي الْمَكْنُوْنَةِ طَالِباً لِمَا یَكُوْنُ لَهَا تَنَاسُب بِالْمَطْلُوْب، حَتّٰی یَجِد مَعْلُوْمَات مُنَاسِبَة لَهٗ، وَهٰهُنَا تَمَّ الْحَرَكَة الْأوْلیٰ؛ثُمَّ یَرْجِع قَهْقَرٰی وَیَتَحَرَّك ثَانِیامُرَتِّباً لِتِلْكَ الْمَعْلُوْمَات الْمَخْزُوْنَة الَّتِيْ وَجَدَهَا تَرْتِیْبا تَدْرِیْجِیًّا حَتّٰی وَصَلَ إِلَی الْمَطْلُوْب، وَتَمَّ الْحَرَكَة الثَّانِیَة؛ فَمَجْمُوْع هَاتَیْن الْحَرَكَتَیْن یُسَمّٰی بِالْفِكْر. مَثَلاً: إِذَا كُنْتَ تَصَوَّرْتَ الإنْسَان بِوَجْه مِّنَ الْوُجُوْه كَالْكَاتِب وَالضَّاحِك مَثَلاً، ثُمَّ صِرْتَ طَالِبا لِمَاهِیَة الإنْسَان فَحَرَّكْتَ ذِهْنَكَ نَحْوَ الْمَعَانِيْ الَّتِيْ(١) عِنْدَكَ مَخْزُوْنَة، فَوَجَدْتَّ الْحَیَوَان وَالنَّاطِق مُنَاسِبا لِمَطْلُوْبكَ، فَتَمَّ الْحَرَكَة الْأوْلیٰ، وَمَبْدَأه الْمَطْلُوْب الْمَعْلُوْم مِنْ وَجْه، وَمُنْتَهَاه الْحَیَوَان وَالنَّاطِق؛ ثُمَّ تُرَتِّب الْحَیَوَان وَالنَّاطِق بِأنْ تُقَدِّمَ الْحَیَوَان -الَّذِيْ هُوَ الْجِنْس- عَلیَ ومن المبادي إلی المطالب كك، أعني: مجموع الانتقالین الدفعیین ،كما صرح به المحقق الطوسي في شرح الإشارات. وقد یجعل ’’الحدس‘‘ مقابلاً للفكر بالمعنی الثاني، بناءً علی أنه: عبارة عن الانتقال من المبادي إلی المطالب دفعة، فیقابل الفكر مقابلة الصاعدة والهابطة؛ لأن ما هو مبدأ لأحدهما منتهًی للآخر، وما هو منتهٰی لأحدهما مبدأ للآخر؛ والحركة الأولیٰ -أي: الفكر- مبدأها المطلوب ومنتهاها المبادي، والحدس مبدؤه المبادي ومنتهاها المطلوب.(مرآت) (٣) قَولهٗ: (الحركتین إلخ) أحدهما من المطالب إلی المبادي، وثانیهما من المبادي إلی المطالب؛ ومجموع هٰذین الحركتین یسمی ’’الفكر‘‘ بخلاف الحدس؛ فإن الحركة بنفسها فیه معدومة فضلا عن أن تكون واحدة أو إثنین.(مرآت) (١) قَولهٗ: (المعاني التي إلخ) نحو: الجوهر، والجسم، والجسم النامي، والحیوان الناطق. (مرآت)