المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
لِزَیدٍ أوْ تَسْلُبه عَنْه. أمَّا التَّصْدِیْق: فَهُوَ -عَلیٰ قَوْل الْحُكَمَاء- عِبَارَة(١) عَنِ الحُكْم الْمُقَارِن لِلتَّصَوُّرَات، فَالتَّصَوُّرَاتُ الثَّلاثَةُ شَرْط لِوُجُوْد التَّصْدِیْق؛ وَمِنْ ثَمَّ لایُوْجَد تَصْدِیقٌ بِلاتَصَوُّر. وَالإِمَام الرَّازيُّ(٢) یَقُول: إنَّه عِبَارَة عَن مَجْمُوع الْحُكْم وَتَصَوُّرات الأطْرَاف، فَإِذَا قُلْت: ’’زَیْدٌ قَائِمٌ‘‘ وَأذْعَنْتَ بِقِیَام زَیْد، تَحْصُل لَكَ عُلُوْم ثَلاثَة: أحَدُها: عِلْمُ زَیْد، وَثَانِیْهَا: إِدْرَاك مَعْنی ’’قَائِم‘‘، وَثَالِثهَا: عِلمُ (١) قولهٗ: (عبارة إلخ) اعلم! أن الحكیم یزعُم أن التصدیقَ لیسَ إلا إدراكَ المعنی الرابِطيّ، والإمام یزعُم أن التصدیق مجموع الإدراكات الثلاثة، أعني: تصوُّرالمحكوم علیه، وتصَوُّرالمحكوم به، وإدراك النسبة الحكمیة المسمی بـ: ’’الحُكْم‘‘.محمد إلیاس (٢) قَولهٗ: (الإمام الرازي) هو محمد بن عمر بن الحسن بن الحسین، المعروف بالإمام فخر الدین الرازي، إمام المتكلمین ذو الباع الواسع في العلوم، وتعلیقها خاص من العلوم في بحار عمیقة، وراض النفس في دفع أهل البدع وسلوك الطریقة؛ فكُلٌّ ساكتٌ خلفه، وكیف لا! وهو الإمام رد علیٰ طوائف المبتدعة وهد قواعدهم؛ ما من نصراني رأه إلا وقال: أیها الفرد! لانقول بالتثلیث بین یدیك، ولایهودي إلاسلم، وقال إنا هدینا إلیك. لما خاض في علوم الحكماء فلقد تدرع بجلبابها وتقلع بأثوابها، وتسرع في طلبها حتّٰی دخل في كل أبوابها، واقسم الفیلسوف أنهٗ لذو قدر عظیم؛ وقال المصنفؒ في كلامه هٰذا من لدن حكیم. كان أول أمره فقیراً، ثم فتحت علیه الأرزاق، وانتشر اسمه وبعُد صِیته، وقُصد من أقطار الأرض لطلب العلم، وكانت له ید طولٰی في الوعظ باللسان العربي والفارسي، وكان من أهل الدین والتصوف، وله ید فیه، وتفسیره ینبيء عن ذٰلك. ومن جملة ما قال الإمام في وصیته: ’’ولقد اختبرت الطرق الكلامیة والمناهج الفلسفیة فما رأیت فیها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن‘‘؛ ولد سنة ثلاث وأربعین، وقیل أربع وأربعین وخمس مأة [۵۴۳،۵۴۴]، وتوفي رحمه الله بهراة في یوم عید الفطر سنة ست وست مأة [۶۰۶]. هٰكذا في طبقات الشافعیة الكبرٰی.(المرآت)