المرقات مع تعلیقھا تقویۃ المرقات |
لمرقات |
|
أمَّا التَّصَوُّر: فَهُوَ -عند المتكلمین- الإدْرَاك الْخَالِي عَنِ الْحُكْم -وَالْمُرَاد بِالْحُكْم(١): نِسْبَة أمْر إِلیٰ أمْرٍ اٰخَرَ إیْجَابا أوْ سَلْبا، وإنْ شِئْتَ قُلْت: إیْقَاعاً أو انْتِزاعاً؛ وقَد یُفَسَّر(٢)الحُكمُ بوُقُوْع النِّسْبَة أوْ لاوُقوْعِها،- كمَا إِذَا تَصَوَّرتَ زَیْداً وَحْدَه أوْقَائِما وَحْدَه مِن دُوْن أنْ تُثْبِت الْقِیَام بین شیئین. فالتصَوُّر مخصوص بحصول صورة الشيء المفرد في الذهن، دون الاشتغال بإثبات شيء له، أو نفي شيء عنه؛ والتصدیق هو الاشتغال بإدراك النسبة بین مفردین كان كل منهما قائماً بذاته، ثم ضم أحدهما إلی الآخر وحمل علیه، وأقیمت نسبة بینهما، إما إیجاباً بأن یثبت أحدهما للآخر، أو سلباً بأن سلب أحدهما عن الآخر. الملحوظة: ومن هنا فقد قسّم علماء المنطق علم المنطق إلی قسمین: التصَوُّرات، والتصدیقات. قِسْم التصَوُّرات: وهو یشتمل علی المباحث المتعلقة بالألفاظ المفردة، مثل: الدلالة، والكلي والجزئي، والعلاقة بین الكلیین، والكلیات الخمس؛ ثم یختم هذا القسم بأهم موضوعاته وهو ’’التعریفات‘‘. قِسْم التصدیقات: وهذا القسم یهتم بالمباحث المتصلة بالكلام المركب الذي یشمل علیٰ نسبة خبریة، مثل: القضایا وأنواعها، ومایتصل بها من مباحث التناقض والعكس، والكیف والكم؛ ثم ما یتركب من القضایا وهو القِیَاس وأنواعه، وهٰذا هو المقصد الأشرف في هٰذا القسم. (المنطق القدیم:۳۰) محمد إلیاس (١) قولهٗ: (والمراد بالحكم) الحكم یطلق علی أربعة معان: [۱]المحكوم به، نحو: ’’قائم‘‘ في ’’زید قائم‘‘؛ [۲]وقوع النسبة التامة الخبریة أولا وقوعها، أي: النسبة التامة الخبریة الإیجابیة أو السلبیة، نحو: زید قائم وزید لیس بقائم؛ [۳]القضیة من حیث اشتمالها علی النسبة، أي: الربط؛ [۴]التصدیق أي: إدراك وقوع النسبة، أي: إذعانها، أو لا وقوعها كما في الیقین، وهٰذا الأخیر معتبر في التصدیق عند المحققین.محمد إلیاس (٢) قَولهٗ: (قد یفسر الحكم بوقوع النسبة إلخ) اعلم أن النسبة التامة الخبریة الإیجابیة یعبر عنها بالـ’’وقوع‘‘، وإدراك تلك النسبة وإذعانها یعبر بالـ’’إیقاع‘‘؛ وأما النسبة التامة الخبریة السلبیة فیعبر عنها بالـ’’لاوقوع‘‘، وإدراك تلك النسبة وإذعانها بالـ’’انتزاع‘‘. (ارشاد الفهوم:۲۷۴) الملحوظة: الفرق بین الحكم والإذعان: الحكم -بالمعنی الأخیر- والإذعان مترادفان، وإلا فبین الحكم والإذعان عموم مطلق، بأن الإذعان خاص والحكم عام لإطلاقه علی اربعة معان.